عندما استقال نوّاب حزب الكتائب غداة حراك 17 تشرين 2019، تصدّر رئيس الحزب سامي الجميل جبهة المعارضة السياسية، واندفع نحو منظّمات "المجتمع المدني" وأجرى ثورة داخل صفوف الكتائبيين نتيجة تقاربه مع أحزاب وشخصيات مصنّفة في خانة "اليسار"، لكن اليساريين لم يتقبّلوا الجميل في أي تقارب "ثوري" معهم.
إستطاع حزب الكتائب أن يقنع منصة "كلنا إرادة" بالتحالف معه في الإنتخابات النيابية المقبلة. وهو يقوم بمحاولات إستيراد مرشحين من أجل رفع عدد نواب كتلته: مجد حرب في البترون، بول شربل في زحلة، خليل حلو في بعبدا. لكن معلومات النشرة تؤكّد أن حلو رفض الإنضام إلى كتلة الكتائب، بينما تجري محاولات كتائبية لفرض ترشيح غيتا عجيل في دائرة البقاع الغربي على لائحة "قوى التغيير".
وبحسب نتائج إستطلاع الرأي يبدو أن النتيجة الأولية لحزب الكتائب ستكرّر المشهد عام 2018: نائبان في المتن، ونائب في بيروت الأولى. ويرجح أن يرتفع عدد نواب الكتائب إلى أربعة، في حال فشلت "قوى التغيير" المستقلة في عملية تأليف لائحة في كسروان، ليكسب الكتائب بواسطة الكسر الأعلى، مقعد سليم الصايغ، على لائحة نعمة إفرام.
وتشير المعلومات إلى أن إستبعاد الجميل لمرشحي الكتائب السابقين: شاكر سلامة في كسروان، سامر سعادة في البترون، إيلي ماروني في زحلة، لحساب شخصيات مستوردة من خارج البيت الكتائبي، سينعكس على نسب الإقتراع المؤيدة للحزب المذكور في عدد من الدوائر.
وفي حال صحّ سيناريو نيل الكتائب أربعة نواب، فماذا سيتغيّر عن مشهد 2018؟ وماذا يستطيع أن يغيّر الجميل عبر كتلة نيابية لا يتجاوز عددها الأربعة؟
لذا، سيكون المشهد الإنتخابي والنيابي كتائبياً: راوح مكانك.