لفت قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، خلال تفقّده فوج مغاوير البحر في عمشيت، إلى أنّ "المؤسسة العسكرية لا تزال متماسكة وقادرة على القيام بدورها رغم كلّ التّحدّيات، والفضل يعود لكم، لإصراركم على الصّمود ومواجهة الأزمات بعزيمة ووفاء".
وأكّد أنّه "ليس أمامنا سوى خيار واحد، وهو البقاء في وطننا، لن نتركه مهما اشتدّت الصّعاب. سنبقى على عهدنا في حمايته إلى حين اجتياز هذه الأزمة، الّتي هي أصعب من الحروب والمعارك العسكريّة، ولكن أنتم تدرّبتم على مواجهة الصّعاب والتّحدّيات، فلا تفقدوا الثّقة والأمل". وأشار إلى أنّ "القيادة لا تزال تسعى مع الدّول والجيوش الصّديقة، إلى توفير المساعدات والدّعم لعناصرها".
وركّز العماد عون على أنّ "الجيش يتعرّض لحملات وضغوطات على أكثر من صعيد"، متوجّهًا إلى العناصر بالقول: "كونوا على ثقة بأنّ الجيش صامد بوجه كلّ هذه التحدّيات. المرحلة صعبة ودقيقة وتتطلّب منّا الوعي الكبير، خصوصًا وأنّنا قادمون على استحقاقات مفصليّة، نحن جاهزون لمواكبتها، ولكن للأسف فإنّ البعض يستغلّها للتّصويب على الجيش". وأوضح "أنّنا واعون لهذا الموضوع، ولن نسمح لأيٍّ كان النّيل من معنويّات أبناء المؤسّسة، لأنّ ما نقوم به نابع من إيماننا وقناعتنا وحرصنا على وطننا، رغم كلّ الظّروف السّياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة".
وذكر في ملف ترسيم الحدود البحرية، أنّ "الجيش أنجز مهمّته التقنيّة في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية، بناءً على تكليف من السّلطة السّياسيّة، وبذلك يكون دورنا انتهى عند هذا الحدّ. بالتّالي، وكما أعلنتُ سابقًا منذ نحو عام، ولاحقًا عبر بيان رسمي، أنّ المؤسّسة العسكريّة هي مع أيِّ قرار تتّخذه السّلطة السّياسيّة في موضوع التّرسيم، وبالتّالي فنحن غير معنيّين بأيّ تحاليل إعلاميّة أو مواقف تصدر بهذا الشأن وتزجّ اسم المؤسّسة، زاعمةً أنّها أجواء القيادة". وبيّن أنّ "موقفنا الرّسمي أُعلنه شخصيًّا، أو يصدر عبر بيان من مديرية التوجيه حصرًا. ليس لدينا ازدواجيّة في المواقف كما يدَّعي بعض من يسعى إلى استغلال هذا الموضوع لأهداف شخصيّة وسياسيّة".
وقد قام عون بجولة في أقسام الفوج ومشاغل التّدريب، وحضر مناورة نفّذها مدرّبو الغطس تحاكي فرضيّة التّعامل مع الظّروف الصّعبة تحت المياه. كما تفقّد عتاد الاستطلاع لعناصر التّكامل الجوّي الأرضي (LAGI)، وزوارق قتال الاعتراض البحري، واستمع إلى إيجاز عن الفوج والمهمّات الّتي يقوم بها، بخاصّةً في هذه الظّروف الدّقيقة.