اشار الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله الى ان "ما يجري حولنا من أحداث يجب أن يقوّي وعينا ونأخذ منه العبر والدروس". واعتبر بانه " ما من حربٍ خاضها الأميركيون دون أن يرتكبوا المجازر بحق المدنيين". واشار الى ان "واشنطن تدعو روسيا إلى عدم استهداف المدنيين، فماذا تقول عن ضحايا الحروب الأميركية؟ وماذا عن مجازر الصهاينة في فلسطين منذ أكثر من 70 عاماً، ماذا عن حصار غزة؟ ماذا عن مجازر العدوان السعودي الأميركي في اليمن، وماذا عن الحصار عليه؟.. العالم كله ساكت، لأن هؤلاء لا ينتمون إلى عالم الرجل الأبيض، وحتى من ينتمي إلى عالم الرجل الأبيض هو سلعة وأداة عند الأميركي.
واوضح السيد نصرالله في احتفال مؤسسة الجرحى بمناسبة يوم الجريح المقاوم، بانه "لطالما قامت الطائرات الأميركية بقصف أعراس أفغانية وحولوها الى مآتم"، وشدد على انه "يجب عقد الاف جلسات المحاكمة للجيوش الأميركية والأوروبية على ما ارتكبته من جرائم بحق الجزائر وليبيا وغيرها من الدول، التكفيريون الانتحاريون الذين فجروا في بيشاور هم خدم المشروع الأميركي وصنيعة أميركا". ولفت الى ان "العالم ساكت لأن التكفيريين الإنتحاريين هم صنيعة أميركا.. ويوماً بعد يوم يتأكد أن معايير أميركا لا تخضع للأخلاق والقانون بل لمصالحها".
واكد السيد نصرالله بان "هناك شواهد يومية في العالم على أن الثقة بالأميركيين غباء وحماقة وجهل وتفريطٌ بالأمة، ونحن رأينا جميعاً كيف خرجت الولايات المتحدة من أفغانستان وتخلّت عمّن وثق بها هناك". ولفت الى ان " أميركا، وبريطانيا معها، ساقت أوكرانيا ودفعت بها إلى فم التنين وفق حسابٍ دقيق، وكان المخطط الزجّ بها وتعطيل أي اتفاق مع روسيا، وواشنطن تؤكد يومياً أنها لن ترسل طائرات وجنوداً إلى أوكرانيا، رغم أنها دفعتها إلى الحرب". واوضح بانه "لو قُدّر الدخول إلى نفوس المسؤولين في أوكرانيا لوجدنا قمة الشعور بالخيبة.. وهذا درسٌ وشاهد جديد". زلفت الى ان "التعاطي مع اللاجئين يكشف التمييز على أساس الدين والعرق واللون".
وعلى الصعيد الداخلي اللبناني، اشار السيد نصرالله الى "إن الخضوع للإملاءات الأميركية لن ينقذ لبنان بل سيزيد من مآسيه ومصائبه، ولن تستطيعوا إرضاء أميركا لأن لا حدودَ لمطالبها". وسأل "ما هو المقابل الذين تحصلون عليه مقابل الخضوع للإملاءات الأميركية؟".
وعن موقف لبنان الرسمي في الأمم المتحدة عبر التصويت مع أميركا، لفت الى انه "كان لبنان يستطيع أن يكون ممتنعاً، ومصلحته كانت في الإمتناع". واعتبر بان "المطلوب أن يقول لبنان للأميركي لسنا عبيداً عندكم"، وذكر بانه من "المؤسف أن البيان الرسمي اللبناني الذي صدر باسم وزارة الخارجية اللبنانية ذهب إلى السفارة الأميركية والسفارة عدلت عليه ما يعني أن هذا البيان مكتوب من قبل السفارة الأميركية فهل هذه هي السيادة؟".
واكد باننا "كحزب لسنا مع النأي بالنفس، وعندما اتخذت الدولة اللبنانية موقفها مع الأميركيين، لماذا سكت دعاة الحياد والنأي بالنفس؟.. صمتُ القبور". واعتبر بان "هذه التجربة تؤكد أن كل ما نسمعه عن الحياد والنأي بالنفس هو حجّة وذريعة للتهرّب من مسؤولياتٍ قومية، وهذه المسؤوليات أخلاقية ووطنية وقانونية وقومية.. وللهروب منها اخترعوا الحياد والنأي بالنفس". ولفت الى انه "عندما يتعلق الأمر بالأميركي يختفي الحديث عن الحياد والنأي بالنفس".
ورأى بان "هذا شاهد جديد على أكذوبة أن حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية". واعتبر بانه "لو كان حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية، هل كان يمكن أن تصدر وزارة الخارجية اللبنانية بياناً من هذا النوع وترسله إلى السفارة الأميركية؟".
واوضح السيد نصرالله بان "الأميركيين يعدونكم بوعود كاذبة.. هل تعلمون أيها اللبنانيون والشعب اللبناني أنه حتى هذه اللحظة لم تقدّم الخارجية الأميركية مستنداً خطياً للأردن ومصر بحمايتهما من عقوبات قانون قيصر إذا أدخلوا الغاز من سوريا إلى لبنان.. أين هذا السراب والأوهام؟ واكد بان كل ما يقوله الأميركي هو كذب وخداع".
ولفت الى انه "منذ سنة ونصف، عندما تحدثنا عن الإتجاه شرقاً، دخلت شركة روسية لها علاقة بالنفط بمفاوضاتٍ مع الحكومة اللبنانية، وعرضت تقديم النفط الخام وإنشاء مصفاة دون مقابل مالي ودون ضمانات، وتأمين كل حاجة لبنان من المشتقات النفطية وتقوم الشركة بتكرير 150 ألف برميل نفط أو 200 ألف برميل من خلال المصفاة الكبيرة وتكفي حاجات". وكشف بان "الشركة الروسية عرضت البيع بالليرة اللبنانية لا الدولار، على نحو يجعل لبنان مصدّراً للمشتقات النفطية، وعلى أن تصبح المصفاة ملكاً للبنان بعد عشرين عاماً.. ولكن لا جواب حتى اليوم بعد سنة ونصف السنة من المفاوضات"، واكد بان "السبب الأساس برفض العرض الروسي هو "عوكر".. وبهذه العقلية لا يمكن إنقاذ لبنان".
واكد بانه "لو كان حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية، لكان سرى العرض الروسي وتحوّل لبنان إلى دولة مصدّرة للمشتقات النفطية". وطالب الدولة والقوى السياسية أن يكونوا بمستوى هؤلاء المضحين. وطالب المسؤولين اللبنانيين باتخاذ قرار بشأن العرض النفطي وقبوله، مع عودة طوابير الذل أمام محطات الوقود. ولفت الى ان بعض المسؤولين اللبنانيين يفترض أن الأميركي يريد امراً معيناً فينفذه حتى من دون أن يطلبه منه.
ووجّه نصرالله نداءً للدولة والحكومة لحلّ مشكلة الإحتكار وضبط الأسعار، لأن الدولة هي الوحيدة القادرة على المعالجة بمشاركة القوى الأمنية والجيش. ودعا الدولة اللبنانية إلى مواجهة الاحتكار ورفع الأسعار وزج المحتكرين في السجون.
اضاف يجب انقاذ بقية اللبنانيين العالقين في اوكرانيا ورعاية من تمكن من الخروج والوصول إلى لبنان.