التيار الوطني الحر هو تيار سياسي لبناني تحوّل إلى حزب.
بدأ كظاهرة شبابية مؤيدة للعماد ميشال عون الذي خاض معركة "تحرير لبنان من الهيمنة السورية".
بعد عودة العماد عون من المنفى في فرنسا في أيار 2005, خاض الإنتخابات النيابية وفاز بأكبر تكتل نيابي مسيحي، نتيجة نيل تكتل "التغيير والإصلاح" نسبة تأييد 70% من المسيحيين.
ازداد عدد نواب تكتل التغيير والإصلاح في إنتخابات 2009 ووصل إلى 27 نائبا، لكن نسبة تأييد المسيحيين تراجعت الى حدود 52%.
عارض التيار الوطني الحر التمديد للمجلس النيابي، لكن إنتخابات 2018 حملت معها تراجع شعبية التيار مسيحيا.
لم يشارك التيار الوطني الحر في حكومة فؤاد السنيورة عام 2005، لكنه صار شريكا أساسيا وازنا في كل الحكومات التي تولت السلطة في لبنان.
فرض التيار الوطني الحر عام 2016 رئيسه العماد ميشال عون رئيسا لجمهورية لبنان في معركة سياسية تحت عنوان "الرئيس القوي".
لم تستطع السلطة السياسية في مرحلة ما بعد الطائف ان تسلب من العماد ميشال عون شعبيته اللبنانية. لا بل إستطاع عون خلال وجوده في فرنسا، ان يحرّك مناصريه في محطّات عدة للمطالبة بتنفيذ معادلة "حرية سيادة إستقلال" التي إتخذتها قوى 14 آذار شعاراً لها.
نشط عون من أجل فرض قرار دولي لإستعادة سيادة لبنان، وإلتصقت به أبوّة القرار 1559، الذي نصّ على إنسحاب الجيش السوري من لبنان وتسليم كل الميليشيات سلاحها للدولة اللبنانية.
عاد عون إلى لبنان إثر عملية إغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، وأمدّ التظاهرات بزخم شعبي في 14 آذار 2005، لكنه خرج من تحالف تلك القوى، وخاض الإنتخابات النيابية فنال أصوات بنسبة 70% من المسيحيين، وإكتسح معظم المقاعد النيابية المسيحية.
وقّع التيار "الوطني الحر" تفاهماً مع "حزب الله" في 6 شباط 2006 عُرف بوثيقة مارمخايل، ثم زار سوريا في أواخر عام 2007، فأنهى عداءً طويلاً معها، وكرّس تحالفه مع "حزب الله" سياسياً.
غطّى التيار "الوطني الحر" تسوية الدوحة عام 2008، وعارض بعدها إعطاء رئيس الجمهورية آنذاك ميشال سليمان حصة وزارية خاصة.
دارت سجالات سياسية حادة بين التيار "الوطني الحر" و تيار "المستقبل"، ورعى التيار العوني صدور كتاب "الإبراء المستحيل" الذي تضمن وقائع عن الإختلاسات المالية في الدولة اللبنانية. بعد جدال وشد حبال داخل صفوف التيار الوطني الحر، سلّم عون القيادة لجبران باسيل في شهر ايلول 2015، بعد تأمين التغطية السياسية والحزبية اللازمة له، كما جرى تأمين تغطية شعبية من خلال تظاهرة ٤ ايلول التي كانت بمثابة الانطلاقة لرئيس التيار الجديد، بعد ازالة المطبّات التي كانت تعترض طريق باسيل.
عادت العلاقات السياسية إلى حدّتها بين التيار "الوطني الحر" – حليف "حزب الله"، وحزب "القوات" حليف تيار "المستقبل"، وخاض الفريقان كلّ استحقاقاتهما السياسية والإنتخابية على أساس تلك الخصومة، لكن تفاهماً جرى في معراب بين التيار "الوطني الحر" و "القوات"، سبق حلفاً بين التيارين "الوطني الحر" و"المستقبل" قادوا جميعهم عون إلى رئاسة الجمهورية.
إبتعد التيار "الوطني الحر" عن "القوات" وعادت الأزمة تعصف بينهما، وتُترجم نفسها في جلسات مجلس الوزراء بشأن ملف الكهرباء، مما دفع بإتفاق معراب إلى الموت السريع، لكن تكرّس حلف التيارين الأزرق والبرتقالي، إلى حدود الحديث عن صفقة جمعت بين رئيسيهما سعد الحريري وجبران باسيل، غير أنّ التباعد حلّ مجدداً، وحملت سنة 2019 معها ترسيخاً للفراق بعد تقديم الحريري إستقالة حكومته، ثم عدم تكليفه من قبل التيار "الوطني الحر" لتأليف حكومة جديدة.
إستند التيار "الوطني الحر" في نشأته السياسية على مدنية التيار، لكنه عارض طرح إلغاء الطائفية السياسية التي وردت في الدستور، طارحاً شعاراً بديلاً: "إلغاء الطائفية من النفوس قبل النصوص". كما خسر التيار عدداً من كوادره وقياداته القدامى، نتيجة معارضتهم للخيارات السياسية والقيادية التي إتخذها كلٌ من عون وباسيل.