ترأّس بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي اجتماع أساقفة لبنان والرؤساء العامين والرئيسات العامات في المقر البطريركي في الربوة. وتم البحث في الشأن الكنسي والوطني العام.
وأشار امين سر المجلس المطران ادوارد ضاهر، في بيان، إلى أنه "نتمنى لأبناء الكنيسة خصوصا واللبنانيين عموما صوما مباركا. ونأمل منهم ان يجعلوه شهر تأمل ومراجعة للذات واستخلاص العبر الخلاصية والتمسك بالرجاء. ونخشى ان يكون الشعب اللبناني برمته في صيام قسري فرض عليهم من خلال عدم التوقف عند معاناة الشعب أو عند حاجاتهم اليومية والحياتية، في ظل استمرار حجز اموال المودعين من جهة، وفلتان في الاسعار واستفحال موجة الاحتكار حتى بات الامن الغذائي مهددا. وكل ذلك في ظل الأزمة الأوكرانية المشتعلة مع ما يرافقها من غليان اقليمي ودولي ومفاوضات من هنا وتسويات مرتقبة من هناك، ولبنان ينتظر ان يتلقى تداعياتها وقادته المفترضون يتلهون بالمناكفات لا هم لهم سوى المحافظة على مكاسبهم ومصالحهم بمعزل عن اي تفكير وطني او سعي جدي لاخراج الوضع المأزوم من مراوحته".
ولفت إلى أن "الاباء توقفوا عند الاستمرار بمحاولة تغييب الطائفة، التي هي واحدة من الطوائف الست المؤسسة للكيان عن المراكز المخصصة لابنائها، وذلك مستمر منذ زمن ولا يمكن السكوت عنه، ونذكر هنا على سبيل المثال وليس الحصر مديرية الطرق والمباني في وزارة الاشغال العامة وهو مركز مخصص للروم الملكيين الكاثوليك وهو شاغر منذ اكثر من عشر سنوات، ورئيس مجلس ادارة تلفزيون لبنان وهو مركز شاغر منذ سنوات طويلة"، مضيفاً: "في هذا السياق يناشد الآباء فخامة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية والمغتربين إبقاء النظر واحترام الأعراف في التشكيلات الدبلوماسية التي يحكى عنها، لا سيما في مواقع السفارات في أوروبا وأمريكا الشمالية، ومراعاة طائفة الروم الكاثوليك التي تذخر بالطاقات على جميع الأصعدة، وعدم ابعادها عن السفارات الاساسية في عواصم القرار".
وأكد ضاهر، أنه "المجتمعين توقفوا عند اللغط السائد حول الانتخابات النيابية، وندعو في هذا السياق الى عدم التشويش عليها، علها تحمل فسحة امل لهذا الشعب المقهور، فالمطلوب اليوم صحوة ضمير تحد من مفاعيل الانفجار الاجتماعي"، قائلاً: "في الوضعين الاقتصادي والمعيشي فقد تخطت الازمة كل منطق، وباتت تشكل خطرا على الامن الغذائي، فالاحتكار المدعوم من الفاسدين والمحمي من البعض بات يتحكم بلقمة عيش المواطن وبدوائه، وندعو في هذا السياق الى الضرب بيد من حديد وقبل فوات الاوان عل بذلك يصحو الضمير والحس الانساني والوطني".
وشدد على أنه "لا بد من رفع الصوت مرارا وتكرارا للافراج عن أموال المودعين خصوصا في هذا الظرف العصيب حيث تخطت البطالة النسب المسموح بها. ونحث في هذا السياق الجهات المعنية أكانت مصرفية ام مالية على رفع الغبن اللاحق بالطبقات الوسطى التي تحولت الى طبقات فقيرة بفعل حجز اموالها ومنعها من استثمار جنى اعمارها، ونحن نشهد يوميا على حاجات صحية وتربوية وغيرها لا يمكن تأمينها".
وأشار ضاهر، إلى أن "الاباء توقفوا عند تداعيات الحرب في اوكرانية على الأبرياء ولا سيما اللبنانيين المقيمين في مناطق النزاع بخاصة الطلاب منهم، مثمنين كل الجهود المبذولة من الحكومة ومن القطاع الخاص لإجلائهم ومساعدتهم"، كما توجه المجتمعون بالتهنئة إلى المرأة في يومها العالمي وكذلك إلى جميع المعلمات والمعلمين وجميع العاملين في القطاع التربوي، وعبروا عن الشكر لهم على متابعة رسالتهم في هذه الأيام الصعبة.