اشار المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الى انه أمام تفاقم الاوضاع المعيشية والاقتصادية والمالية وفي ظل التفلت الحاصل في زيادة الاسعار واخفاء السلع، وتدهور الخدمات الصحية وغياب الرقابة والمحاسبة، يتوجّه المجلس الى السلطات المعنية وفي طليعتها الحكومة باستنفار طاقاتها وتحمل مسؤولياتها لاتخاذ خطوات انقاذية سريعة تلجم الاحتكار وتكافح الفساد وتوفر الكهرباء ومقومات العيش الكريم للمواطنين، فتنجز البطاقة التمويلية، وتزيد من تقديماتها ومساعداتها الاجتماعية للمرضى والمحتاجين وتنصف العاملين في القطاع العام، ويؤكد المجلس على ضرورة أن تكون الموازنة خالية من الضرائب والرسوم التي تطال الفئات الشعبية الفقيرة والمحتاجة وأن تكون موازنة اصلاحية.
وشدد المجلس في بيان تلاه عضو الهيئة التنفيذية في المجلس معالي د. عدنان منصور بعد عقده اجتماعاً بهيئتيه الشرعية والتنفيذية برئاسة الشيخ علي الخطيب النائب الأول لرئيس المجلس، على موقفه الثابت بإنجاز الانتخابات النيابية في مواعيدها الدستورية، ودعا الى المشاركة الكثيفة بالاقتراع من منطلق الواجب الوطني في اختيار ممثلي الشعب اللبناني لمرشحين يعبّرون عن تطلعات وخيارات اللبنانيين، وحذّر المجلس من الرشى الانتخابية واستغلال اوضاع الناس المعيشية وخاصة استغلال الهبات الخارجية لمآرب انتخابية.
واكّد المجلس على الحفاظ على كامل الحقوق الوطنية البرية والبحرية من خلال تحرير الثروات النفطية والغازية من القرصنة الاسرائيلية، وعدم حرمان لبنان والأجيال القادمة من هذه الثروات، وبشكل لا يؤدي إلى التطبيع مع كيان العدو.
كما اكد المجلس أنّ المقاومة التي أسسها الامام السيد موسى الصدر دفاعاً عن لبنان وكل اللبنانيين، أصبحت اليوم ضمانة وطنية لحفظ سيادة لبنان وثرواته وردع العدوان عنه، وأن التحريض عليها يخدم أهداف العدو الاسرائيلي المتربص شراً بلبنان، وكما حقّق لبنان بمقاومته وجيشه وشعبه الانتصارات الكبرى في مواجهة الارهاب الصهيوني والتكفيري، فإنه سينتصر على الحصار والعقوبات وسيفشل مكائد اعدائه.
واهاب المجلس بالقضاء القيام بمسؤولياته بعيداً عن التسييس والاستنسابية خصوصاً في قضية انفجار مرفأ بيروت التي نطالب بكشف حقيقتها ومحاسبة المتورطين أياً كانوا، وفي قضية الجريمة النكراء التي ارتكبتها عصابات مسلحة ضد المحتجين في الطيونة وأدت الى سقوط شهداء مظلومين وجرحى أبرياء.
ودان المجلس بشدة الاعتداءت الصهيونية المتكررة على الاراضي السورية والتي تأتي بالتزامن مع الاعتداءات التي تقوم بها الجماعات التكفيرية، وفي الوقت نفسه يوجّه المجلس تحية للشعب الفلسطيني على صموده في وجه الاعتداءات الصهيونية على مدنه وقراه.
كما دان المجلس بشدة التفجير الارهابي التكفيري لمسجد بيشاور الذي انتهك حرمة الانسان والمقدسات، ويعزّي حكومة باكستان وشعبها العزيز بالشهداء، ويدعوهم الى حفظ وحدتهم الوطنية والاسلامية وعدم الانجرار وراء الفتنة المذهبية التي تسعى اليها العصابات التكفيرية التي يعتبرها المجلس بؤرة شيطانية سرطانية ينبغي العمل على استئصالها.
بدوره، أكّد الخطيب استمرار مسيرة المجلس على خطى سماحة الامام المؤسس السيد موسى الصدر ورُؤاه الوطنية والايمانية والانسانية التي تجسدت بكل امانة ومسؤولية في مسيرة رفيقي درب الامام الصدر سماحة الامام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين وسماحة الامام الشيخ عبد الامير قبلان. وانطلاقاً من هذه الرُؤى والتطلعات فإننا نقارب التطورات والاحداث في مواقفنا ونحرص على الانفتاح والحوار بين المكونات الوطنية لتحقيق الاصلاح السياسي و العدالة الاجتماعية و رفع الظلم والحرمان عن كل المواطنين ليكون لبنان وطن العدالة والمساواة لكل بنيه في ظل دولة القانون والمؤسسات.
وتطرّق سماحته الى خطورة الاوضاع الاقتصادية وتفاقم معاناة المواطنين المعيشية في ظل تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية التي تستدعي اعلان حالة طوراى اجتماعية تتضافر فيها جهود الحكومة والقوى السياسية للتخفيف عن كواهل اللبنانيين الذين باتوا بأغلبيتهم فقراء يعانون من غلاء الاسعار والتضخم والاحتكار بعد أن انهكتهم السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية الخاطئة والفساد المتراكم وحجز المصارف لودائعهم، فضلاً عن الحصار والعقوبات والتدخلات الأميركية التي تضر بكل اللبنانيين.
وأكّد سماحته أنّ المجلس على عهده في احتضان القضايا العربية والاسلامية ولا سيما نصرة القضية الفلسطينية، وهو يتمسك بالمعادلة الوطنية (الجيش والشعب والمقاومة) التي حمت لبنان وعدم التفريط بحقوقه في تحرير أرضه وثرواته، وبنهجه المقاوم للتطبيع مع الكيان الصهيوني.