أكّد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، أنّ "في كلّ مرّة يجد لبنان نفسه في أزمة أو حاجة، تكون فرنسا حاضرة لمساعدته والوقوف إلى جانبه، وهذا أمر يقدّره جميع اللّبنانيّين ويثمّنونه".
وخلال رعايته في السّراي الحكومي، توقيع مذكّرة تفاهم بين وزير الأشغال العامّة والنّقل علي حمية والوزير الفرنسي المنتدب لدى وزارة التحوّل البيئي المكلّف بالنّقل جان باتيست دجيباري، تقدّم بموجبها فرنسا للبنان هبة من 50 باصًا للنّقل، جدّد شكر الرّئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لـ"وقوفه إلى جانب لبنان، لكي ينهض من جديد ويستعيد نموّه وازدهاره"، لافتًا إلى أنّ "الدّعم الفرنسي للبنان له أهميّة خاصّة، لأنّ فرنسا تمثّل قلب المجتمع الدولي المكوَّن من أشقّائنا العرب وأصدقائنا في العالم".
وأشار ميقاتي إلى "أنّنا نعوّل على الإفادة من خبرات فرنسا، بهدف النّهوض بهذا القطاع الحيوي، الّذي يخفّف الأعباء عن كاهل شريحة واسعة من اللّبنانيّين في مختلف المناطق. كما نعوّل على الدّعم الفرنسي في تطوير سائر المرافق الحيويّة وفي مقدّمها مرفأ بيروت، بهدف نهوض هذا المرفق مجدّدًا واستعادة نشاطه ودوره الإقليمي ودوره الأساسي في تعزية الحركة الاقتصاديّة في لبنان".
من جهته، ركّز حمية، في مؤتمر صحافي مشترك مع دجيباري، على أنّ "هذه اللّبنة الأولى لخطّة قطاع النقل العام على كامل الأراضي اللّبنانيّة، وقد أعرب الجانب الفرنسي أمام ميقاتي عن استعداده لمساعدتنا في رسم إطار قانوني لكيفيّة الشّراكة بين القطاعَين العام والخاص، بحيث تصبح الدّولة هي المنظّم ويصبح القطاع الخاص هو المشغّل".
وذكر أنّ "الجانب الفرنسي قد أبدى استعداده للوقوف إلى جانبنا بالنّسبة إلى مطار بيروت الدولي، ولمساعدة الحكومة اللبنانية على موضوع "المعيار الأوتوماتيكي" ومواضيع أخرى تُعنى بسلامة الطيران، وسنشكّل لجنةً مشتركةً من الحكومة اللبنانية والحكومة الفرنسية تكون جاهزة للنّقاش حول موضوع سلامة الطيران في المطار". وبيّن أنّ "الجانب الفرنسي قد أبدى أيضًا استعداده لوضع كلّ الخبرات الفرنسيّة في تصرّف الحكومة اللّبنانيّة في موضوع سلامة الطيران في مطار بيروت".
ولفت حميّة إلى أنّ "الأمر الآخر بالنسبة إلى مرفأ بيروت، هو أنّ الجانب الفرنسي مستعدّ أيضًا للتّعاون مع الحكومة اللبنانية، لتفعيل عمل المرفأ الّذي يُعدّ القلب النّابض لبيروت، وتفعيله سيؤدّي إلى زيادة إيرادات الدّولة وتحسين الخدمات"، متوجّهًا بالشّكر إلى ماكرون ووزير النّقل الفرنسي والحكومة الفرنسية، لـ"وقوفهم الدّائم إلى جانب لبنان في كلّ المراحل، وما حصل اليوم يثبت مجدّدًا أنّ الحكومة الفرنسيّة تساعد لبنان بالأفعال وليس بالأقوال فقط".
وعن تفاصيل الهبة، شرح "أنّنا عندما تسلّمنا مهامنا الحكوميّة، كنّا نملك فقط 45 باصًا، وبالتّالي ستقدّم الحكومة الفرنسيّة 50 باصًا، ومن الممكن خلال أشهر بأن تقدّم أيضًا 50 باصًا. والباصات المملوكة من الحكومة اللّبنانيّة سيكون ثلثها في بيروت الكبرى والثّلثان بين بيروت والشّمال، وبيروت والجنوب وبيروت البقاع، بالنسبة إلينا هو وجع النّاس والتّخفيف عن كاهل المواطنين".
ودعا إلى أن "نكون متفائلين بإعادة تعزيز وضع النقل المشترك في الدولة اللبنانية، وقد بدأنا بوضع خطّة نقل مع البنك الدولي، والجانب الفرنسي موجود ليواكبنا بعمليّة الباصات، وبالتّالي فإنّه من خلال العمل الدّؤوب والحوكمة الرّشيدة، أعتقد بأنّنا يمكن أن نصل خلال فترة سنة إلى سنتين إلى خطّة نقل واضحة للشعب اللبناني".
وعن موضوع غلاء أسعار النفط، شدّد على أنّ "هذا الموضوع مرتبط على مستوى الإقليم بحرب دائرة في مكان ما، وبالتّالي إذا كنّا سنتطلّع إلى تراكم المشكلات، لن تسير الأمور بالشّكل المطلوب، فبحسب المثل القائل "بحصة بتسند خابية"، ومن خلال تضافر الجهود والحوكمة الرّشيدة، هذه البحصة تصبح صخرة، فلنكن متفائلين". وركّز على أنّ "لبنان ليس بلدًا عاجزًا وهو قادر على النهوض من جديد، هناك أزمة اقتصاديّة كبيرة وأخرى ماليّة، لنكن متفائلين بتكاتف اللّبنانيّين جميعًا لنستطيع الخروج من هذه الأزمات. هناك دول تدعمنا، وها أنّ فرنسا تقف اليوم إلى جانبنا".