عقدت الهيئة العامة للمجلس العام الماروني جمعية عمومية، بمقره المركزي في المدور، وترأس الجلسة رئيس المجلس المهندس ميشال متى، بحضور مرشد المجلس المونسنيور إغناطيوس الأسمر وعميد المجلس الوزير السابق وديع الخازن والأعضاء، وتم البحث في الأوضاع المعيشية والإقتصادية والوطنية المتأزمة، إضافة الى قضايا المجلس ومواضيع أخرى.
ونددت الهيئة في بيان على الأثر، "بشدة، بالتطاول المتكرر على صرح بكركي الوطني وعلى تاريخها وعلى غبطة سيدها البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي"، وأكد المجتمعون أن "بكركي خط أحمر لا يمكن المس بحرمتها، إذ لم يعد جائزا التعرض للكنيسة الأم الكنيسة المارونية. فبكركي مجد لبنان والكرامة والإساءة إلى بكركي هي إساءة للبنان. ولمن برأيه أن الكنيسة المارونية وبكركي مشكلة لبنان نقول له إنه لولا بكركي لما كان لبنان، وواجب الدفاع عن رأس الكنيسة المارونية أصبح ضرورة لمنع الفارغين دينيا ووطنيا من الإعتقاد بأن الساحة متروكة لهم"، مطالبين بأن "يرضخ الجميع لمنطق الإحترام المتبادل واحترام المقدسات والرموز والمواقع الدينية".
ولفت البيان الى أنها "كانت مناسبة لإعادة التأييد المطلق لمواقف غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لطرحه الحياد عن كل أزمات ومشاكل الجوار والإلتفات إلى مشاكلنا الداخلية التي لا تحصى، وإيجاد الحلول المناسبة لها والإنكباب على محاولة إنقاذ البلد وإنهاضه من المستنقع الإقتصادي والسياسي المتردي، رأفة بالشعب اللبناني الذي يعاني".
وأشار الى أن "الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا وانعكاساتها السلبية على حياة اللبنانيين سياسيا ومعيشيا، فرضت نفسها على أجواء الإجتماع، حيث ناقش المجتمعون تداعياتها والإنعكاس الواضح على أسعار المحروقات التي من شأنها أن ترفع أسعار كافة السلع في الأسواق اللبنانية وهذا ما لا يمكن للمواطن تحمله في ظل هول الأزمات المتتالية، عدا عن أزمة الطحين المنتظرة والتي بدأت تباشيرها بالظهور بعد حصر توزيع مخزون الطحين فقط للخبز، معتبرين أن هذه الأزمة المستجدة قد تخلق واقعا صعبا يجب تداركه قبل فوات الأوان".
وذكر أنه "مع اقتراب موعد الإنتخابات النيابية، شجع المجلس العام الماروني جميع اللبنانيين لخوض هذا الإستحقاق الدستوري وممارسة حقهم بالإنتخاب الشفاف، لتصحيح المسار الذي من شأنه فرض تغيير مصيري في تاريخ لبنان الذي لم يعد يحتمل الإستمرار بوضعه الحالي. كما دعا المجتمعون المسؤولين للتحلي بالوطنية، ووضع مصلحة لبنان واللبنانيين في سلم أولوياتهم، وعدم عرقلة هذا الإستحقاق لأن التاريخ لن يرحمهم وسيحاسبهم على تقديم مصالحهم الشخصية الآنية على المصلحة العامة والوطنية. فلتكن الإنتخابات المقبلة السبيل للتغيير من أجل نهوض لبنان من كبوته التي طال أمدها".
وأوضح البيان أن "الهيئة العامة للمجلس ناقشت انتخابات الرابطة المارونية التي ستجري في 19 آذار، فكان تمن من المجتمعين بالتوفيق للمرشحين الثلاثة لمنصب الرئاسة الذين تواصلوا مع المجلس ضمن زيارات متتالية وخاصة أن اثنين منهم هم أعضاء في الهيئة العامة، وكان تأكيد على دور المجلس التاريخي والإيجابي في تقريب وجهات النظر بغية الوصول إلى توافق يرضي الجميع. وأكدت الهيئة أن المجلس العام الماروني كان وسيبقى على مسافة واحدة من الجميع وسيبقى التواصل قائم مع الرئيس المقبل، كوننا جسما واحدا ونعمل بروح واحدة لما فيه مصلحة الطائفة والوطن. كانت كلمة لعميد المجلس الوزير السابق وديع الخازن شدد فيها على حرص المجلس العام الماروني التاريخي على هذا الإستحقاق باعتباره أم الصبي منذ تأسيس الرابطة المارونية التي انبثقت عنه في العام 1952".
ولفت الى أنه "كانت جردة على أعمال المجلس خلال العام المنصرم وتقييمها، كما وضع المجتمعون خريطة طريق للعام 2022 التي تحمل تحديات لا تقل صعوبة عما مضى وربما أكبر، فجددوا التزامهم بالعمل الإجتماعي والوطني ومواجهة التحديات المقبلة بكل إيمان لإحتواء الأزمات المتتالية على مجتمعنا. وانتهز المجتمعون الدخول في زمن الصوم الكبير، ليتمنوا للمسيحيين صوما مباركا يعم بالخير عليهم وعلى لبنان، متجددين بالروح، فيمكن حينها السير من فصح إلى آخر نحو تحقيق الخلاص الذي نتمناه. لقد آن لجلجلة هذا الوطن أن تدفن تحت عتبة القيامة".