لفت الوزير السّابق سجعان قزي، إلى "أنّنا نخطئ إذا حمّلنا مسؤوليّة الوضع الحاليّ إلى فريق لبنانيّ واحد، فهناك مسؤولية أساسيّة يتمّ تجاهلها هي الاحتلال السوري. الفساد الكبير الخارج عن المألوف بدأ بفترة الوجود السوري في لبنان"، مركّزًا على أنّ "المرحلة الّتي عشناها منذ انتخاب ميشال عون رئيسًا الجمهوريّة، من النّاحية السلبيّة، لم يعرفها لبنان بتاريخه الحديث، وكنت أتمنّى أن يكون عهده مفترقًا تغييريًّا وإصلاحيًّا".
وأشار، في حديث تلفزيوني، إلى أنّ "حزب الله كان موجودًا في لبنان قبل عام 2005، وقبل اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري والاغتيالات الأخرى وتأسيس 14 آذار وانسحاب الجيش السوري من بلدنا، لكنّ وجوده كان أضعف بكثير ممّا أصبح عليه بعد الـ2005، وبعد الأداء الّذي حصل بالعمل السّياسي النّيابي والحكومي، وعدم جرأة عدد كبير من قيادات 14 آذار إلى مواجهة الواقع الجديد الّذي نشأ". وبيّن أنّ "الحزب أصبح أقوى، وبات فريقًا مسلّحًا في شوارع بيروت، بعدما كان فريقًا مقاومًا في الجنوب، وأصبح الفريق المهيمن".
وشدّد قزّي على أنّ "لا ثقة كاملة لدي بحصول الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها، علمًا أنّ فرص حصولها أصبحت أكثر من ذي قبل، فقد مرّت بـ"قطوع" مجلس النواب وقانون الانتخابات والطّعن في المجلس الدستوري والميغاسنتر، ولكن لا تزال هناك حواجز طيّارة كبيرة أمامها". وتوقّع أن "تتوضّح الأمور الإقليميّة أكثر مع نهاية آذار الحالي، وعندها تكون الترشيحات انتهت، وعاينّا التطوّرات في أوكرانيا"، ورأى أنّ "ما يحصل في أوكرانيا ليست حربًا عالميّةً ثالثةً، بل حربًا دوليّة".
وأعرب عن اعتقاده أنّه "إذا تأجّلت الانتخابات، فلن يكون ذلك لأسباب تقنيّة، فوحده وجود وضع سياسي أو أمني معيّن، يمكنه أن يؤجّل الانتخابات"، لافتًا إلى "أنّنا أمام وضع مفتوح على كلّ التطوّرات، والتّصريحات والخطابات الصّادرة في لبنان تؤدّي إلى كلّ الطّرق والمفارق، إلّا إلى الوفاق والأمن". وشدّد على أنّ "حزب الله خائف على وضع حلفائه في الانتخابات، وليس على وضعه وكذلك حركة "أمل".
ووجد أنّ "على القيادات السنيّة استجماع بعضها البعض، واتّخاذ قرار واضح"، مركّزًا على أنّ "على لدى رئيس الحكومة السّابق سعد الحريري معطيات معيّنة اتّخذ قراره على أساسها، وهناك قرار لدى رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة بقيادة المعركة الانتخابية على السّاحة السنيّة إلى حين عودة الحريري، لكن يبدو أنّ هناك معارضة جديّة في "تيار المستقبل" وهي تتصاعد، وآخرها البيان الّذي صدر اليوم".
كما ذكر قزّي، تعليقًا على خطاب رئيس "التيار الوطني الحر" النّائب جبران باسيل اليوم، "أنّني لا أحبّ انتقاد باسيل وتربطني صداقة به، لكن هناك أمور تثير الغضب، والمحبّة تربح أكثر من الكراهيّة، والحوار يربح أكثر من القتال، وهو اليوم عمل على شدّ عصب التيّار"، متسائلًا: "متى نتوقّف عن خطابات الكره في مجتمعنا المسيحي؟ ألم نشبع دمًا وضعفًا وترشذمًا؟". وبيّن أنّ "اليوم، أعلن باسيل بكلّ صراحة أنّه في الانتخابات حليف "الثّنائي الشّيعي"، ما يعني أنّ كلّ الأشهر الأخيرة الّتي حاول فيها "التيّار" أن يُظهر أمام الرأي العام أنّ تفاهم مار مخايل اهتزّ، وأنّ هناك خلافًا مع وزراء الثّنائي، هو نوع من إجازة أعطاها إيّاها "حزب الله" لتقوية نفسه على السّاحة المسيحيّة".