لفت وزير البيئة ناصر ياسين، خلال مشاركته في ورشة عمل بالتعاون مع مؤسسة "هانز زايدل" الالمانية، تحت عنوان "أي تقييم استراتيجي لسياسات المياه في لبنان؟"، في القاعة الخضراء في وزارة البيئة، الى "أننا نقارب اليوم موضوع المياه، وهو موضوع حيوي واستراتيجي في لبنان، ونفتح النقاش حوله كوزارة تضع نفسها وجهودها في قلب حماية الانسان وصحته العامة وحماية بيئته وانظمته الايكولوجية. ونريد أن نولي موضوع المياه اولوية خاصة مع التأثيرات الكبيرة للأزمة المالية والاقتصادية على قطاع المياه وعلى قدرة الناس في لبنان من الوصول والحصول على حياة آمنة".
وأشار الى "احصاءات اليونيسف التي تقدر ان 1.7 مليون شخص في لبنان، يحصلون على 35 ليتراً من المياه، وهذا انخفاض كبير عن المعدل الوطني قبل الأزمة".
وشدد، من ناحية نوعية المياه، على "العمل لرفع التلوث عنها، حيث أدى التصريف المفتوح لمياه الصرف الصحي الى تلويث الأنهر والبحر بشكل كبير، وتختلط مياه الصرف الصحي بمياه الأمطار والصرف الصناعي مما يزيد مستويات التلوث وأضف الى ذلك النفايات الصلبة والتلوث الناتج عن الزراعة عبر الاستخدام المكثف للمبيدات الزراعية والأسمدة.
ورأى ياسين، من زاوية الاحتراس والوقاية، أن "علينا التأكد من صوابية الخطط والمشاريع في قطاع المياه وأثرها المحتمل على البيئة والأنظمة الايكولوجية والنظر في البدائل العديدة الموجودة قبل الشروع في مشاريع باهظة بكلفتها البيئية وارهاقها الخزينة العامة وجيوب اللبنانيين، والسؤال هنا كيف نحسّن من كفاءة استخدام الموارد المائية وادارتها بشكل سليم".
وأوضح، من الناحية الاستراتيجية، أن "مقاربة موضوع المياه كجزء من النظام البيئي الذي سنعمد الى حمايته والمحافظة عليه ، واستدامة استخدام النظم المائية لتأمين وصولها للأجيال القادمة، وهذا ليس بالامر النظري، فمن المتوقع ان تؤثر التغيرات المناخية بشكل سلبي على الموارد المائية في لبنان مرتبطة بالارتفاع المتوقع لدرجات الحرارة (102-107) خلال الـ40 سنة المقبلة، حيث ينخفض هطول الامطار بنسبة بنسبة 4 الى 11 بالمئة وتنخفض مدة بقاء الثلج من 115 أو 110 يوماً الى 45 يوماً. والمقصود أ، تغيّر المناخ يجب أن يعيد النظر بكثير من الاستراتيجيات التي كانت موجودة في السنوات الماضية.
وأضاف ياسين: "قيل في لبنان خزان الشرق الأوسط المائي، لكن مياهنا ملوثة، ادارتها سيئة، ومقاربتها غير مستدامة. فلنعمل سوياً على بناء بداية جديدة لقطاع المياه نبني على الركائز الثلاثة: حماية مصادر المياه ورفع التلوث عنها، حوكمة رشيدة/إدارة أكثر كفاءة للموارد المائية قبل الشروع في المشاريع الكبرى، النظر الى موضوع المياه كجزء من النظام البيئي وحمايته من الادارة السيئة والتأثيرات المتوقعة للتغير المناخي".