أكد وزير الإعلام زياد مكاري بأنه ملتزم بمواقف الحكومة اللبنانية خصوصاً سياسة النأي بالنفس عن الخلافات العربية-العربية والتي تهدف إلى ترسيخ وحدة لبنان الداخلية من جهة، وإلى صون وتمتين وتحسين علاقاتنا مع الدول العربية من جهة أخرى.
وأشار مكاري، خلال عملية التسليم والتسلم في وزارة الإعلام، الى أن "هذه المهمة مشرفة ومسؤولية كبيرة أن اتسلم اليوم، من زميلي الوزير عباس الحلبي، وزارة الاعلام في لبنان. وهي مشرفة، لأنني أتولى وزارة تعنى بأغلى ما لدينا في لبنان، ألا وهي حرية التعبير. مسؤولية كبيرة، لأن الشأن العام ليس وجاهة، وإنما مسؤولية لا بد لمن يتولاها ان يعي بأنه يتولاها باسم الدولة اللبنانية، وباسم جميع اللبنانيات واللبنانيين، القاطنين كما المغتربين. وهذه هي مبادئي والتزاماتي".
وأوضح مكاري أنه " تسلمت وزارة الاعلام في زمن نحن بأمس الحاجة فيه إلى إظهار رغبة الحكومة وعملها، حكومة "معا للإنقاذ"، من أجل الخروج من الأزمة، الأمر الذي يتطلب مقاربة شاملة تبدأ بتضافر جميع الجهود داخليا وصولا إلى تكريس مبدأ التواصل والتعاون بين لبنان والدول العربية. وعليه، أؤكد أتسلم وزارة الإعلام ونحن على بعد شهرين من استحقاق الانتخابات النيابية، والتي نعول عليه الآمال، كما جميع اللبنانيات واللبنانيين، من أجل انتخاب مجلس نيابي جديد، يسمي حكومة جديدة وينتخب رئيسا للجمهورية فتنتظم الحياة الديمقراطية".
وأكد أنه "من هنا، أتوجه إلى الجسم الإعلامي، أفرادا ومؤسسات، وأقول، نعلم جميعا أنه لطالما تميز لبنان بحرية التعبير، ولا بد لنا من أن نتسمك بها. وحرية التعبير هذه، في ظل الظروف الحالية، يجب أن تصب في مصلحة المواطن الذي يعاني ما يعانيه من هموم معيشية خانقة، وفي مصلحة لبنان الذي يمر في مرحلة حرجة من تاريخه. ومن موقعي اليوم كوزير، وكمواطن أيضا، أتمنى أن ترتقي المساحة الإعلامية الانتخابية لمصاف الخطاب العقلاني والبناء، عوضا عن سياسات نكء الجراح ونبش الماضي الأسود البغيض، وسياسات الهويات التي تضعنا في خانات ومواقف جامدة لا يمكن لنا من خلالها تأمين الاستقرار الكفيل للخروج من القعر الذي وصلنا إليه ومن أجل تدعيم مسيرة التعافي الذي باشرت فيها "حكومة معا للإنقاذ".
وفي السياق نفسه، رأى بأنه "رغم الوقت القصير لعمر هذه الوزارة، والتي اتمنى ان لا تكون موجودة أصلا، إلا أنني أتعهد بالمباشرة بوضع برنامج عمل تشاركي مع الجسم الإداري والإعلامي، على إن أطلق بعدها رؤية أولية لعملي في الوزارة، في أقرب وقت ان شاء الله. لكن، وقبل نشر هذه الرؤية، اتعهد بأن افتتح مهامي من خلال اجتماعات مع المدير العام، وورؤساء الدوائر والاقسام والموظفين العاملين في الوزارة، وذلك إدراكا مني بأن العمل المؤسساتي الرسمي يقوم على جهد والتزام هؤلاء".
وختم مكاري بأن "أخيرا، ولجميع العاملين في الشأن الإعلامي، أفرادا ومؤسسات، وعدي لكم بأن أبواب هذه الوزارة ستكون مفتوحة لكل الأفكار والمبادرات التي تصب في مصلحة لبنان والمهنة وتحديدا في مصلحة حرية التعبير. ولنا كلام كثير في الأيام المقبلة".