لم يأت عزوف الوزير السابق زياد بارود عن الترشّح للإنتخابات النيابية من فراغ، أو بسبب خشيته من النتائج، لأن كل استطلاعات الرأي كانت تشير الى إمكانية فوز لائحة "المجتمع المدني" المستقلة التي يُمكن أن يترأسها بارود بمقعد نيابي، لكن عزوفه عن الترشح يعود الى عدة اسباب، اهمها:
- أولاً: تمنّي نسبة كبيرة من الكسروانيين ان يشكّل بارود مع النائب المستقيل نعمت افرام لائحة مشتركة، غير أنّ اصرار افرام على التحالف مع حزب الكتائب، حال دون أن يكون بارود وافرام معاً في لائحة تغييرية مستقلة عن الأحزاب، خصوصاً ان بارود لم يكن في وارد التحالف مع اي من الأحزاب التقليدية، ومن ضمنهم حزب الكتائب.
- ثانياً: الضغط الذي مارسه "تحالف وطني" على مرشحين مستقلين للترشح حصراً مع نعمة افرام والكتائب، تحت طائلة عدم ضم لائحة بارود المستقلة الى "الائتلاف الوطني" الذي تشكله المجموعات، وهو ما يؤكد أنّ حزب الكتائب يضغط بإتجاه عدم ضم "الائتلاف الوطني" للمناطق التي لدى الكتائب مرشحين فيها، مثل دوائر: الشمال الثالثة، كسروان-جبيل، المتن وصيدا- جزين.
- ثالثاً: التهويل بالإمكانيات الكبيرة للائحة افرام- الكتائب، مدعومين من "كلنا ارادة"، امام أي لائحة تغييرية مستقلة، الامر الذي يجعل ظروف المعركة غير متكافئة مالياً واعلامياً ولوجستياً.
تحت وابل كل هذا البارود، قرر زياد بارود الاّ يترشح في معركة تفتقر لكل عناوين التغيير.