لفتت رئيسة "الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية"، كلودين عون روكز، إلى أنّه "لطالما عرف العالم بدورات السّلام والحروب، وكذلك تاريخ بلدي لبنان. حتّى لأمّة محبِّة للسّلام كبلدي، وجدت الحرب طريقها إلينا"، مركّزةً على أنّ "في أوقات الحرب، النّساء هنّ اللّواتي يطببّن ويطيّبن، ويرفعنَ صوت العقل والحياة وسط ضوضاء القصف والهدم. وفي أوقات السّلم، ينبغي على النّساء أن يجلسن على كلّ طاولة مفاوضات وأن يشاركن في كلّ عمليّة وساطة، وأن يقرّرن مستقبلهنّ بأنفسهن".
وأوضحت، خلال مشاركتها في حدث جانبي على هامش الدّورة السّادسة والسّتين للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة (CSW66)، بدعوة من المجموعة الدولية للسلام المعنية بالمرأة (IWPG) وساحل الحاج، تحت عنوان: "دعم مطالب المجموعات النّسائيّة في مجال القيادة واتّخاذ القرار وتمكين المرأة في نشر ثقافة السّلام"، أنّ "تلك هي الفلسفة الكامنة خلف قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 1325. كان قرار مجلس الأمن حول المرأة والسلام والأمن الأول في سلسلة من القرارات اللّاحقة الّتي ربطت استدامة السلام والأمن، بمشاركة المرأة في المفاوضات وصياغة اتّفاقات السّلام".
وذكرت عون روكز أنّ "من المنطلق ذاته، نسّقت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية وضع خطّة عمل وطنيّة، تنفيذًا للقرار 1325 الّذي أقرّه مجلس الوزراء في عام 2019. واليوم، تمّ تكليف الهيئة تنفيذ الخطّة وتطوير محاورها، بالتّعاون مع جميع الوزارات ذات الصّلة والمجتمع المدني وبدعم من المنظّمات الدوليّة".
وأكّدت أنّ "الحديث عن السّلام والأمن وكيفيّة ارتباطهما بسبل عيش المرأة، يضاهي أهميَّةً تحقيق ثقافة السّلام هذه، من خلال تعليم موجّه حيث تكون النّساء المدرّبة والمتلقيّة في آن معًا"، مشدّدةً على أنّ "علينا أن نسعى إلى بناء مجتمع يعي أهميّة السّلام والتّواصل والحوار، والمرأة قادرة تمامًا على قيادة مثل هذه المحادثات، وإلهام التغيير على مستويات المجتمع كافة. نحن في الهيئة الوطنيّة نولي اهتمامًا إلى هذا الجانب، من خلال ورش العمل والمحاضرات الّتي يتمّ تنظيمها محليًّا لضمان وصول القضايا المتعلّقة بالنّوع الاجتماعي، والحقوق السياسية، والمشاركة السّياسيّة، والشموليّة وما إلى ذلك، إلى أوسع نطاق ممكن. إن الحياة مسار تعلّمي، وكذلك كلّ ما فيها".
وأشارت إلى أنّ "رغم الظّروف الصّعبة الّتي يمرّ بها لبنان، لن نستسلم في وجه المحن. أكرّر ما أقوله دومًا، من أنّ المحن والأوقات العصيبة لا تحددّ هويّتنا، بل إنّ شجاعتنا وثباتنا في مواجهة الشّدائد هي أصدق شهادة لما نحن عليه"، لافتةً إلى "أنّنا في الهيئة الوطنيّة ندرك أنّه لا بدّ من العمل الجماعي لإعلاء صوت المرأة، ودعمها وتمكينها تلبية نداء قدرها في أن تكون ساعيةً للسّلام".