أشار السيد علي فضل الله الى أن الواقع الاقتصادي الذي يعاني منه اللبنانيون على صعيد الغذاء والدواء والاستشفاء والمحروقات والنقل ومتطلبات التدفئة والسلع والخدمات في ظل انعدام فرص الحل، يزداد صعوبة هذه الأيام بتأثير الحرب الجارية في أوكرانيا التي لم تقف تداعياتها على الصعيد الأمني والعسكري، بل وصلت في آثارها إلى نضوب إمدادات القمح والحبوب على الصعيد الغذائي وعدم توفر النفط والغاز بالقدر الكافي.
وشدد فضل الله، خلال خطبة صلاة الجمعة في حارة حريك، أنه " على الحكومة أن تتضاعف جهودها على هذا الصعيد لمنع حصول كارثة حقيقية يتحدث عنها العارفون بالاقتصاد على الصعيد الغذائي وفي التعامل مع ارتفاع أسعار المحروقات، ويبقى على اللبنانيين وعي حقيقة الصعوبات في تأمين حاجات البلد من مواد وسلع، والتعامل معها بمستوى هذه الخطورة إن من ناحية تأمين البدائل الممكنة أو بالتوازن المطلوب دائماً في صرفها".
وبما يتعلق بملف المصارف، أكد فضل الله على "ضرورة معالجة هذه الأزمة بالجدية المطلوبة قبل استفحالها بدلاً من التهديد والوعيد الذي سمعناه من جمعية المصارف، أو الاستنكار للقرارات القضائية لكونها تؤثر على عمل المصارف وأدائها لدورها، ولعل من المؤسف هنا أن يستعيد من هم من جنسيات غير لبنانية بقوة القضاء أن يستعيدوا أموالهم بالطريقة التي تناسبهم فيما لا يستطيع اللبنانيون أن يصلوا إلى جنى عمرهم"، مضيفاً أنه "ندعو الدولة المعنية بمواطنيها أن تحميهم أسوة ببقية الدول، وأن لا يكون دورها سلبياً بل مشاركاً وفاعلاً".
ولفت فضل الله الى أن "الانتخابات دخلت مرحلة الجدية بعد إقفال باب الترشيح ووضوح أعداد المرشحين، والذي سيبدأ معها بناء التحالفات التي نريدها أن تكون مبنية على أسس مبدئية ووطنية لا على مبدأ كسب الأصوات كما يحصل في غالب الأحيان بحيث تنتهي بمجرد انتهاء الانتخابات ويعود بعدها كل إلى مواقعه".
وفي السياق، جدد فضل الله دعوته لكل المرشحين أن "يأخذوا بعين الاعتبار واقع هذا البلد وما عانى منه، أن لا يزيدوا في أزماته بالخطاب المتشنج والمتوتر والعالي السقف في الاتهامات والتخوين لكسب الجمهور.. إن على الجميع أن يعوا أن اللبنانيين لن يعطوا أصواتهم لمن يزيد من أزماتهم ولا الذي يعقد العلاقات فيما بينهم ليزيدهم يأساً وإحباطاً، هم يريدون الخطاب الهادئ العقلاني ومن يقدم لهم حلولاً لكل ما يعانون منه".
وفي الختام توجه فضل الله الى الأمهات بمناسبة عيد الأم بالقول"نتوجَّه إلى كلّ أمّهاتنا اللّاتي يملأنْ حياتنا عطفاً وحبّاً وحناناً ورعايةً وتضحية، بالشّكر والتّقدير والامتنان على ما بذلن ويبذلن، ولن نستطيع أن نبادلهنّ جميلهنّ بجميل، مهما قدّمنا وفعلنا لهنّ. فهنيئاً لكلّ أمّ بما قدَّمت وتقدّم وستقدّم.. يكفيها أنّ الجنّة تحت قدميها، وهنيئاً لكلّ من قدّر هذا العطاء، وعمل على مكافأته بكلّ ما يملك، والويل لمن قصَّر في ذلك".