شتان بين مقارنة حبنا لذاتنا وحب الله لنا. في الحب الاول، نعمل ما باستطاعتنا لارضاء ذاتنا حتى ولو عنى ذلك الاساءة الى قيم ومبادئ واشخاص، اما في الحب الثاني فالعكس هو الذي يسود لان الله مستعد ليحبنا حتى حين نكره انفسنا، ويصلح ما تهدم فينا من بنيان المحبة والرجاء. مثل الابن الضال خير دليل، اذ احب الابن نفسه حتى خسرها، وحين وصل الى القعر وهو على بعد خطوة من اليأس، افتكر بأبيه وكان على يقين انه سيقبل به. ولكن ما لم يتوقعه الابن هو ان الاب لم ير بعين الخطيئة والانتقام والشماتة، بل بعين المحبة التي لم تنس ولكنها غفرت وسامحت وفرحت بعودة الابن الضال، لانه كان "ميتاً فعاش". هذه هي محبة الله، حياة لا تنتهي وغير مقيّدة بشروط وفكر بشري.
طوبى لنا لاننا نملك في جعبتنا محبة الله، وما علينا سوى طلبها بايمان لنتمكن من تفعيلها والاستفادة من كل ميزاتها.