اشارت صحيفة "يديعوت احرونوت" الى انه "بالأمس، نشر قراصنة إلكترونيون إيرانيون وثائق أخرى تعود لرئيس الموساد دادي برنياع، يدور الحديث هذه المرة أغلب الظن عن قسيمة راتب. وحسب مصادر في إسرائيل، تم سحب هذه الوثائق من هاتف زوجته، وثمة افتراض بأنه إذا كان الأمر هكذا فسنرى المزيد من التفاصيل لاحقاً، بعضها مسل إلى هذا الحد أو ذاك مما يوجد في ذاك الجهاز. هذا يستوجب فحصاً من الموساد ولا يزال – هذا الحدث الذي هو خطوة وعي في إطار الحرب بين الدولتين التي خرجت من الحواسيب منذ زمن بعيد – هو الأقل أهمية من بين الأحداث التي وقعت في نهاية الأسبوع".
ولفتت الصحيفة الاسرائيلية الى ان "الأول والأكثر إقلاقاً أن إدارة واشنطن تريد أن تخرج الحرس الثوري الإيراني من قائمة منظمات الإرهاب، ما فعله الأميركيون – بداية أطلقوا بالون اختبار كي يروا رد الفعل الإسرائيلي الذي قد يمر بصمت مثلما مر الاتفاق النووي كله. لكن هذه المرة، في صالح رئيس الوزراء بينيت ووزير الخارجية لبيد يقال انهما ردا بشجب حاد وشاذ مشترك على محاولة إلغاء تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، ووصفا الخطوة بأنها "إهانة للضحايا وشطباً لواقع موثق له أدلة لا لبس فيها". وكررا المفهوم والمعروف بأن الحرس الثوري الإيراني هو "حزب الله" في لبنان، هو الجهاد الإسلامي في غزة، هو الحوثيون في اليمن، وهو الميليشيات في العراق. الحرس الثوري يقف خلف الاعتداءات على مواطنين وجنود أميركيين في كل أرجاء الشرق الأوسط. وهنا ينبغي أن نتذكر ونذكر بأن الإيرانيين سبق أن طلبوا إخراج الحرس الثوري من قائمة الإرهاب وتلقوا فرامل قوية".
واوضحت "أما الآن فيحاولون استغلال الحماسة الأميركية لعقد الاتفاق معهم وبسرعة، وفضلاً عن التسهيلات في العقوبات التي ستضخ مئات المليارات للملايين وتقصر الزمن للقنبلة، يحاولون وربما ينجحون أيضاً في ضوء رد هزيل من واشنطن، بتسجيل هذا الإنجاز الإضافي. هذه الخطوات، التي تتضمن خروج الأميركيين من الشرق الأوسط وتعزيز قوة إيران وقراءة خريطة دقيقة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا وخشية العالم التصدي لدولة تحوز سلاحاً نووياً، إنما هو أمر يفهمه حلفاء آخرون للولايات المتحدة في الخليج".
واردفت "بداية، كان هؤلاء هم زعماء السعودية والإمارات الذين -بخطوة شاذة- لم يستجيبوا لمكالمة الرئيس جو بايدن، بل وحرصوا على تسريب ذلك. وأول أمس، وفي خطوة استثنائية لأول مرة منذ 11 سنة، يصل الرئيس السوري بشار الأسد، في زيارة رسمية للإمارات. وعلم انهم بحثوا في "التعاون الذي يخدم مصلحة الدولتين".
وذكرت بانه "هذه هي المرة الأولى منذ نشوب الحرب في سوريا التي يلتقي فيها الزعيمان بعد أن اتخذت الإمارات سياسة نقدية للغاية تجاه النظام السوري. وهذا بالطبع أغضب الأميركيين. وأصدروا بيان شجب جاء فيه أنهم "خائبو الأمل وقلقون من إضفاء الشرعية على نظام الأسد، ويناشدون الدول التي تفكر بالارتباط مع الأسد التفكير بالأفعال الفظيعة التي ارتكبها نظامه في العقد الأخير بحق الشعب السوري وكذا بجهوده المتواصلة لمنع وصول المساعدات الإنسانية لمعظم أجزاء الدولة".
اضافت "القلقون هم الإماراتيون والسعوديون الذين يتعرضون لهجمات صواريخ ومُسيرات إيرانية، ويرون موقف الأميركيين وهم يقفون لحمايتهم، ثم يجرون إعادة حساب للمسار. أما إسرائيل، التي تتصرف بحذر شديد، فهذا يحتاج منها إعادة تفكير في بناء القوة العسكرية في ضوء التغييرات حيال إيران مع اتفاق جديد ومع مواصلة الولايات المتحدة الخروج من المنطقة".