اشار بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي خلال ترؤسه الصلاة الجنائزية عن نفس ميشال مكتف في مطرانية بيروت للروم الكاثوليك، الى اننا "نجتمع اليوم لنودع بالصلاة الابن المحبوب والصديق العزيز والأخ الغيور ميشال مكتف الذي ناداه الله تعالى إليه منذ يومين، فانتقل بلمحة بصر، من دون وداع"، واوضح "ما عرفناه بشكل عام عن ميشال أنه كان رجل أعمال ناجحا. لكن ميشال، كما عرفته عن كثب وعرفه الكثيرون أيضا كان رجل قناعات ومبادئ إنجيلية قوية ثابتة صقلت شخصيته ورسمت طبيعته الفرحة والمحبة. نشأ وتربى في عائلة مسيحية عريقة فكان الإنسان المؤمن الغيور على كنيسته وعلى بهائها، الحاني على الضعفاء والمحتاجين فيها، يعطي من دون أن تعلم اليسار ما تفعل اليمين، ومن دون أن ينتظر المديح والشكر، لأن بذلك فضله كما علمنا السيد المسيح ولأن بذلك طريقه إلى الفرح الإنجيلي. من عرف ميشال رأى فيه أيضا رجلا وطنيا مخلصا ومحبا للبنان، سعى بشتى الطرق لكي يبقى لبنان سيدا وحرا. في لقائي الأخير معه، منذ حوالي شهر، أفصح لي عن تفاؤله بمستقبل لبنان وعن قناعته بأن الغيمة السوداء التي تعتم على اللبنانيين سوف تمر وسوف يعود البلد إلى عافيته. كان كلامه مستغربا لكثرة ما تبعث الأحداث التي تجري في هذه الأيام على التشاؤم، وبسبب ما كان لحقه من أذى من الحملة الدعائية التي تعرض لها. لكن ميشال ظل متفائلا رغم كل شيء لأن تفاؤله هذا كان ينبع من إيمانه ومن رجائه بضرورة الحفاظ على لبنان كبلد حر، فيه من المساحة ما يسع جميع أبنائه. هذا الإيمان عينه الذي كان له بلبنان دفعه إلى خوض ميدان السياسة عبر الترشح لدخول الندوة البرلمانية كتعبير عن قناعته بأن على الجميع أن يبادروا لمنع لبنان من الانهيار. كذلك دفعه إيمانه هذا للدخول في ميدان الصحافة عبر جريدة "نداء الوطن" التي أرادها مساحة للكتابة الحرة وللتفكير الحر وللرأي الحر الذي يعبر عنه باحتراف واحترام".
واعتبر العبسي بان "الإرث الذي يتركه ميشال لعائلته كبير والوفاء لميشال دافع لمتابعة مسيرته ولعيش قناعاته المسيحية والإنسانية التي عاشها وتعب من أجلها. لا ندع الخوف يتسلل إلى قلوبنا فميشال ولو غاب في الجسد إلا أنه حاضر في الزمن الإلهي مع السيد المسيح، ونحن نعيش الشركة معه من خلال الصلاة كما تعلمنا الكنيسة أمنا".
وألقى نجل الفقيد، كريم، كلمة باسم العائلة، عبر فيها عن فخره بوالده "الذي علمنا حب الناس والصدق والدفاع عن المظلوم والتواضع والكرامة وحب الحياة".
أما شقيق الفقيد، روني، فألقى كلمة تحدث فيها عن مزايا الراحل "والمحبة والاهتمام اللذين كان يكنهما لعائلته".