اشار مسؤول اميركي في حديث لـ "بلومبيرغ" الى ان "الحرب الروسية على اوكرانيا غير الطريقة التي تنظر بها واشنطن إلى السعودية، وهذا التحول هو اعتراف جزئي بأن الرئيس الاميركي جو بايدن حشر نفسه في زاوية غير مريحة خلال حملته الانتخابية التي تعهد فيها بان تكون المملكة "منبوذة" خلال عهده".
ولفتت "بلومبيرغ" الى ان "المحادثات مع الناس في الرياض وواشنطن ترسم صورة لادارة تعترف بضرورة الحفاظ على شراكة عمرها عقود تضمن نفوذ الولايات المتحدة في منطقة رئيسية لتصدير الطاقة، ولكنها تحتاج أيضًا إلى معاقبة الأمير محمد، 36 عامًا، بسبب سجله الحقوقي".
وذكر ثلاثة أشخاص ملمين بالموضوع أن الولايات المتحدة والسعودية كانا يحاولان ترتيب اتصال بين بايدن وولي العهد لاول مرة، لكن التوترات أصبحت الآن عميقة لدرجة أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت.
واوضح مسؤول أميركي أن "السعوديين يوافقون على فكرة ان يكون نظير الرئيس هو الملك"، كما ذكر المسؤول أن "بايدن كان منفتحًا على المحادثات مع الأمير محمد"، مشيرًا إلى أنه "إذا كان ولي العهد قد حضر إلى روما في تشرين الاول خلال اجتماع مجموعة العشرين، لكان بايدن قد التقى به".
ولفتت "بلومبيرغ" الى ان "قادة السعودية يشعرون بالاستياء جراء الاهتمام البالغ الذي تحظى به قطر، وتتمسك بان الولايات المتحدة تتصل بالرياض حينما تريد منها شيئا فقط، ويناقش اركان ادارة بايدن ما اذا كانت تصريحات محمد بن سلمان لمجلة "اتلانتك" بشأن انه لا يهتم لمواقف بايدن هي مجرد كلام ام تحول حقيقي في نظرة السعودية، التي أقامت علاقات أعمق مع روسيا والصين لأن الولايات المتحدة سعت إلى ابعاد تركيزها عن المنطقة".
واشارت "بلومبيرغ" الى ان "اهم المعارضين لتخفيف التوتر مع السعودية في الادارة الاميركية هما الرئيس بايدن ووزير الخارجية انتوني بلينكن"، ولفت الى ان "بايدن قلق من رد الفعل السلبي في واشنطن، والديمقراطيين في الكونغرس ومن صحيفة "واشنطن بوست"، وهي الصحيفة المؤثرة التي نشرت أعمدة خاشقجي، اما بلينكن فيشعر بالقلق من أن محمد بن سلمان لا يزال يقوم بقضايا تستدعي الإدانة منها اعدام 81 شخصًا موخرا وتصاعد عدد الضحايا المدنيين في اليمن، المكان الذي تقصف فيه السعودية الحوثيين منذ طردهم للسلطات المعترف بها دوليًا في عام 2015".