اتهمت السلطات الأوكرانية القوات الروسية بإحباط محاولات إجلاء عشرات الآلاف من السكان المحاصرين في مدينة ​ماريوبول​ المحاصرة (جنوب شرقي ​أوكرانيا​). ومع بلوغ الحرب الروسية على أوكرانيا يومها الـ28، رجحت مصادر حقوقية أن الآلاف في ماريوبول محاصرون داخل المباني من دون طعام أو ماء أو ​كهرباء​ أو تدفئة.

وأكدت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريش-تشوك، أن "ما لا يقل عن 100 ألف مدني أرادوا الفرار من ماريوبول، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب عدم وجود ممرات آمنة"، مردفةً أن "قصف القوات الروسية منع أيضا عمال الإنقاذ من الوصول إلى موقع مسرح كان يحتمي به مئات المدنيين، وتعرض للقصف في ماريوبول الأسبوع الماضي".

وأشارت فيريش-تشوك، إلى أن "الجهود تتركز حاليا على إجلاء المدنيين من ماريوبول وأنه لم يتم الاتفاق مع الروس بشأن ممرات جديدة"، ووجهت نداء جديدا عبر التلفزيون الأوكراني إلى سلطات موسكو للسماح بوصول الإمدادات الإنسانية إلى المدينة، والسماح للمدنيين بالمغادرة.

وكانت وزارة الدفاع الروسية، أعلنت قبل أيام أن "قواتها ستضمن خروجا آمنا من ماريوبول، والحفاظ على حياة جميع الذين يلقون أسلحتهم"، في حين قال مجلس المدينة إن القصف الروسي أحال المدينة إلى "رماد".

وستتيح سيطرة ​روسيا​ على ماريوبول، التي تطل على بحر آزوف، ربط المناطق الخاضعة للانفصاليين الموالين لها في الشرق بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.

وفي سياق متصل، رأى المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة، أنطونيو فيتورينو، أن "حجم المعاناة الإنسانية والتهجير القسري بسبب الحرب يتجاوز بكثير أسوأ السيناريوهات المتوقعة".

من جهته، لفت المتحدث باسم المنظمة، بول ديلون، أن "قصصاً مرعبة تصل من ماريوبول ومدن أخرى في أوكرانيا".

وذكر ديلون، في وقتٍ سابق، أن "6.5 ملايين شخص أصبحوا ​نازحين​ جراء حرب روسيا على أوكرانيا"، مؤكداً أن المنظمة "تعمل مع الشركاء الدوليين في القضايا الإنسانية لتقديم المساعدة للأشخاص الذين في أمس الحاجة لها، وسجلنا نزوح 1.5 مليون شخص بسبب الحرب، كما نعمل على توفير ​الدواء​ والأغطية للنازحين و​اللاجئين​ بالتنسيق مع الحكومة وشركائنا المحليين".