لا تبدو العلاقة بين عاصمة الجنوب-صيدا وعروس الشلال-جزين سوية في هذه المرحلة، فقد كشفت تحضيرات الانتخابات النيابية المقررة في 15 ايار المقبل وصعوبة التحالفات وتعقيداتها عن فراق سياسي لافت بين المنطقتين امتدادا لمعضلتين، قديمة: من رواسب الحرب اللبنانية اذ لم تعمل القوى الصيداوية والجزينية على معالجتها، وإجراء مصالحة حقيقية، وحديثة: من بعض التصريحات الطائفية والمناطقية.
وتؤكد مصادر مطلعة لـ "النشرة"، ان الفراق السياسي ترجم بانفراط عقد التحالفات الانتخابية التي جرت في الدورة النيابية السابقة في العام 2018، فتحالف "التيار البرتقالي" مع الجماعة الاسلامية والدكتور عبد الرحمن البزري، وتحالف الامين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور اسامة سعد مع النائب الجزيني ابراهيم عازار المدعوم من حركة "أمل" ورئيسها نبيه بري، فيما لم يكلل تحالف "التيار" مع حركة "أمل" في جزين بالنجاح رغم وساطة "حزب الله"، وانفرط عقد التحالف بين "القوات اللبنانية" و"الكتائب"، بينما صمد تحالف وحيد بين "القوات" ورئيس "تجمع 11 اذار" رجل الاعمال مرعي ابو مرعي، واستعيض عن كل ذلك بتحالفات سياسية-عائلية وشخصيات وناشطين مستقلين في المنطقتين.
وهذا الفراق الانتخابي كرسته جملة من الاسباب:
1-الخلافات السياسية التي وصلت الى نقطعة اللاعودة وخاصة بين "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" من جهة وبين "المستقبل" و"القوات اللبنانية" من جهة أخرى، والتي استكملت بغياب التيار الأزرق عن المشهد الانتخابي التزاما بقرار رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري تعليق عمله السياسي والعزوف عن الترشح او دعم أي مرشح، وهو ما التزمت به رئيس كتلة "التيار الازرق" النائب بهية الحريري التي مثلت احد المقعدين السنيين في صيدا على مدى ثلاثة عقود دون اي انقطاع.
2-قرار النائب سعد بخوض المعركة الانتخابية على نقيض قوى السلطة.
3-عدم رغبة كل من مرشح الجماعة الاسلامية الدكتور حمود والدكتور البزري تكرار تجربة التحالف مع التيار الوطني، اذ شكّلا رافعة له فقط.
4-اندلاع "انتفاضة 17 تشرين الاول 2019" ودخول الناشطين في مجموعات الحراك على خط الترشح وخوض الانتخابات.
تشكيل اللوائح
مقابل هذا، بدأت تتظهر صورة اللوائح التحالفيّة وقد برزت منها خمسة بشكل واضح، بينما يتوقع ان يبلغ عددها نحو ثمانية بين مكتملة وغير مكتملة وهي:
-لائحة "الاعتدال قوتنا" وهي الاولى التي سجلت رسميا، ثلاثية غير مكتملة وتضم عن المقعد السني في صيدا المستقل نبيل الزعتري، وعن المقعد الماروني في جزين النائب ابراهيم عازار المدعوم من بري وحركة أمل، وعن المقعد الكاثوليكي جوزيف سكاف.
-لائحة التحالف بين النائب سعد والدكتور البزري وهي مكتملة وتضم اليهما عن المقعدين السنيين في صيدا، الدكتور شربل مسعد وكميل سرحال (المقعدين المارونيين) والعميد المتقاعد جميل داغر (المقعد الكاثوليكي).
-لائحة التحالف بين رئيس "تجمع 11 آذار" مرعي ابو مرعي الذي يدعم المهندس نهاد الخولي (سني)، مع "القوات اللبنانية" التي تدعم المستقلة الدكتورة غادة ايوب (الكاثوليكي) والمهندس سعيد الاسمر (ماروني)، وهو اتفاق مبرم لكنه أبقى باب انضمام مرشحين جدد مفتوحاً لتأمين حاصل والفوز كفريق متكامل.
-لائحة التيار الوطني الحر وستضم مرشحيه الثلاثة في جزين النائب زياد اسود والنائب السابق أمل ابو زيد (مارونيان) والنائب سليم خوري (كاثوليكي)، ولان الابواب التحالفية موصدة في وجهه مع قوى صيدا، يرجّح ان تضم لائحته منسق "التيار" عبدالله البعاصيري، وربما التحالف مع المسؤول البعثي السابق محمد القواس.
-"لائحة التغيير" وتضم تحالف الناشطين في مجموعة "ثوار 17 تشرين"، وهناك اتفاق مبدئي على ان تكون مكتملة وتضم "اسماعيل حفوضة والشيخ محيي الدين عنتر" عن صيدا، والعميد المتقاعد جوزيف الاسمر وسليمان مالك (مارونيان) والدكتور روبير خوري (كاثوليكي).
انتظار الحسم
يبقى مرشح الجماعة الاسلامية الدكتور حمود من جهة، والمرشحان يوسف النقيب والمحامي حسن شمس الدين المقربين من تيار "المستقبل" من جهة أخرى، فان مؤشرات تشكيل لائحتين لكل منهما غير واضحة حتى الآن، ولا في اي اتجاه ستكون تحالفاتهما.
بينما يدور حديث عن لائحتين من الناشطين من رحم تجمع ايليا-إشبيليا، تجري مفاوضات للتوافق على لائحة موحدة، وستكون نواتها في صيدا هانية الزعتري ومحمد الظريف أو رنا الطويل، بينما الاخرى ستكون مدعومة من أمين عام حركة "مواطنون ومواطنات في دولة" الوزير السابق شربل نحاس، فيما هناك عدد من المرشحين الاخرين وابرزهم الدكتور علي الشيخ عمار ومرشح الكتائب كلود الحجار.
يذكر ان باب الترشيح الرسمي للانتخابات النيابية في دائرة صيدا-جزين اقفل رسمياً، على 43 مرشحاً يتنافسون على خمسة مقاعد (اثنين سنّة في مدينة صيدا ومارونيان وكاثوليكي في قضاء جزين)، منهم 20 مرشحاً في صيدا و23 مرشحاً في جزين (13 مارونياً، و10 كاثوليك)، وبينهم ثلاث مرشحات هم غادة ايوب ورنا الطويل وهانية الزعتري.
والمرشحون في صيدا هم: أسامة معروف سعد المصري، الدكتور عبد الرحمن نزيه البزري، بسام ابراهيم حمود، يوسف محمد النقيب، حسن محمد سليم شمس الدين، نبيل محمود عزالدين الزعتري، احمد نهاد محمد الخولي، علي صادق الشيخ عمار، اسماعيل محمد ديب حفوضة، محمد علي جميل الطاهره، محمود محمد الجردلي، هانية هاني الزعتري، رنا وليد الطويل، احمد عبد الغني جمال، عبدالله علي البعاصيري، محمد شاكر سهيل القواس، محي الدين محمد عنتر، محمد فادي الظريف، رجب سعدالدين الاسكندراني واحمد وليد عاصي.
بينما المرشحون في جزين (روم كاثوليك) هم: سليم انطوان خوري، جميل اسكندر داغر، كلود يوسف الحجار، جوزيف ميلاد، ميلاد يوسف متري، روبير الياس الخوري، وهيب ميشال سيقلي، جاد عصام صوايا، غادة خليل ايوب، يوسف حنا السكاف، و(ماروني) زياد ميشال اسود، ابراهيم سمير عازار، أمل حكمت ابو زيد، ايلي يوسف ابو طاس، كميل فريد سرحال، اميليو طوني مطر، شربل مارون مسعد، سليمان الياس مالك، وسام يوسف الطويل، جوزاف الياس الاسمر، سعيد سليمان الاسمر، بسام حنا رومانوس وروني طنوس عون.