حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" وبرنامج الغذاء العالمي، في بيان مشترك، من أن "التأثيرات الناجمة عن النزاع في أجزاء من إقليم دارفور ومنطقة كردفان والأزمة الاقتصادية وضعف الحصاد، تقوض قدرة الناس على الوصول إلى الغذاء في السودان".
ووفقا لتقييمات المنظمة العالمية، "قد يبلغ عدد الذين يواجهون الجوع الحاد في البلاد 18 مليون شخص بحلول أيلول القادم، مقارنة مع نحو تسعة ملايين يحتاجون إلى المساعدة حاليا".
وأشار ممثل برنامج الغذاء العالمي ومديره القطري في السودان، إيدي رو إلى أن "هناك بالفعل علامات مقلقة على تقلص إمكانية الحصول على الغذاء والقدرة على تحمل تكاليفه وتوفره بالنسبة لمعظم الناس في السودان، مما يدفع عدد أكبر من الناس إلى المزيد من الفقر والجوع".
وأوضح البيان، أن "انعدام الأمن في دارفور وكردفان أدى إلى تآكل مصادر الرزق وألحق أضرارا بالمزارع، ما أسفر عن انتشار البطالة على نطاق واسع وارتفاع في أعداد النازحين في الأشهر الماضية".
ولفت إلى أن "انخفاض قيمة الجنيه السوداني بالتزامن مع ارتفاع تكاليف الغذاء والنقل، أدى إلى زيادة الصعوبة بالنسبة للأسر لتوفير الطعام على موائدهم، ومن المرجح أن يؤدي عدم إمكانية الحصول على العملات الصعبة إلى مزيد من الانخفاض في قيمة العملة الوطنية".
وأفاد ممثل منظمة الأغذية والزراعة في السودان، باباغانا أحمدو، بأن "ارتفاع أسعار المواد الغذائية وندرة المدخلات الزراعية الأساسية، مثل الأسمدة والبذور، يعني أن المزارعين ليس لديهم خيار آخر سوى التخلي عن إنتاج الغذاء إذا لم يتلقوا الدعم الفوري"، محذرا من أن ذلك "يهدد بعواقب وخيمة ليس فقط لأمنهم الغذائي، بل وعلى مدى توفر الغذاء في السودان عموما، ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى مزيد من الصراع والنزوح".
وشدد البيان، على أن "الوضع الحالي يبدو قاتما بالنسبة للملايين، نظرا لأن النزاع في أوكرانيا يتسبب في زيادة تكاليف الغذاء أكثر، بينما يعتمد السودان على واردات القمح من منطقة البحر الأسود".