لفت الأمين العام لـ"جامعة الدول العربية"، أحمد أبو الغيط، إلى أنّ "هناك تواصلًا مع الجانب اللبناني، وأيضًا هناك تواصل مع الجهات العربيّة ذات الاهتمام بالشّأن اللّبناني، لتشجيعها على تحسين العلاقة مع لبنان، وبما يؤدّي إلى دعم الاقتصاد اللبناني، وبما يخرج لبنان من أزمته".
وعن المطلوب من لبنان لمساعدة نفسه في هذا الموضوع، أوضح، في حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط"، أنّ المطلوب هو "حُسن النيّات. رئيس الجمهوريّة ميشال عون يتحدّث ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي يتحدّث. وهناك تواصل مع دول مجلس التعاون الخليجي، وعودة للسّفير السّعودي، ومبادرة وزير الخارجيّة الكويتيّة؛ وهذا كلّه يؤشّر إلى أنّه ربما تتحسّن الظّروف قريبًا".
وعمّا إذا كان متفائلًا فيما يتعلّق بلبنان، أجاب أبو الغيط: "نعم، ولكن. نعم بشروط. شروط هي أن ينقذ لبنان نفسه أيضًا من أوضاعه الدّاخليّة الضّاغطة. لبنان يحتاج إلى انتخابات، يحتاج إلى إطلاق حكومة جديدة، إلى انتخابات رئاسية، إلى تفاوض مع صندوق النقد الدولي، إلى اتّفاق جديد يحقّق قدرًا من التّهدئة لليرة اللبنانية، إلى دعم خارجي للمصارف اللبنانية لكي تسير في المسار المطلوب؛ إلى الإفراج عن الأموال المجمّدة لدى لبنان من قبل المواطنين اللّبنانيّين". وبيّن أنّ "هذا كلّه يعيد لبنان مرّة أخرى إلى الحاضنة العربية. ولبنان يبدي دائمًا استعداده لهذا كلّما التقيت سواء مع الرّئيس عون أو ميقاتي، أو مع رئيس مجلس النوّاب نبيه بري".
وعن سبب تجنّبه ذِكر "حزب الله"، ركّز على "أنّني لا أتدخّل في الشأن اللبناني بجانب جهة على جهة. هناك قرارات في مجلس الجامعة صادرة بتوصيف "حزب الله" توصيفات لا يرضى هو عنها. ولكن هو موجود في الحكومة اللبنانية، وبالتّالي لا ينبغي لي -كأمين عام للجامعة- أن أتّخذ موقفًا من أحد الأفرقاء الموجودين في الحكم. لا ينبغي هذا تسهيلًا للتوصّل إلى هذه التّسويات المطلوبة".
من جهة ثانية، أشار أبو الغيط إلى أنّ "المفتاح في الشرق الأوسط في ما يتعلّق بالتّهدئة والاستقرار والتحرّك نحو تسوية فلسطينيّة هو فلسطين، وبالتّالي الالتفاف حول التّسوية الفلسطينيّة بتسويات عربيّة إسرائيليّة، هذا أمر مفهوم، بمعنى أنّ الدّول العربيّة ترى مصالحها في هذا الاتجاه"، مؤكّدًا أنّه "هذا لا يعني أنّ القضية الفلسطينية نُسيت. ولا ينبغي أن تُنسى. القضيّة الفلسطينيّة هي أساس كلّ الإشكاليّات في الشّرق الأوسط، ويجب السّعي إلى هذا".
وذكر "انّني أرصد اهتمامًا أميركيًّا بالتحدّث مع الفلسطينيّين. إدارة الرّئيس الأميركي السّابق دونالد ترامب لم تكن تفعل هذا"، مشدّدًا على أنّ "المشكلة هي أنّكم تتحدّثون مع الفلسطينيّين من دون إجراءات عمليّة، ومن دون تحرك حقيقي؛ لماذا؟ لأنّ الحكومة الإسرائيلية متزمّتة للغاية ومتشدّدة للغاية، ورئيس الحكومة الإسرائيليّة يردّد أنّه ليس على استعداد لبدء التحرّك أو الحديث عن السّلام أو حتّى التّفاوض مع الفلسطينيّين".
كما أعلن أنّ "إيران تتدخّل في مشكلات عربيّة وفي أرض عربيّة، وهذا ينبغي أن يتوقّف. إيران موجودة بقوّة في اليمن من خلال الحوثي. إيران موجودة في سوريا بصورة ميليشيات مسلّحة على الأرض السوريّة. هناك تأثير إيراني واضح جدًّا في لبنان، وهناك ميليشيات في العراق يتردّد أنّ لديها تواصلًا مع الحرس الثوري الإيراني. هذا كله يجب أن يتوقّف".
وأعرب أبو الغيط عن أمله أنّه "إذا ما تمّ التّوافق على الاتفاق النووي الإيراني، أو تمّ إطلاقه مرّة أخرى، أن يكون هذا دافعًا لإيران لكي تتوقّف عن التدخّل في الإقليم؛ لأنّه منذ كنت وزيرًا للخارجيّة المصريّة من 2004 و2005 و2006، كنت أرصد أنّ إيران تستخدم كثيرًا من المشكلات العربيّة كأوراق ضغط على العالم الغربي وعلى إسرائيل؛ وبالتّالي عليها أن تتوقّف".