أشار البطريرك الماروني، مار بشاره بطرس الراعي، خلال ندوة حوارية لمجموعة "نختار الحياة" في الصرح البطريركي في بكركي، إلى أنه "يسعدني افتتاح هذه الندوة التي تتناول موضوع الحضور المسيحي في الشرق الأوسط، تحديات وخيارات وسياسات، ويطيب لنا أن نستضيفها في هذا الكرسي البطريركي للدلالة على أننا نتبنى كليا هذه الوثيقة "نختار الحياة" التي توحي هذه الندوة وتلهمها".
ولفت إلى أن "هذه الوثيقة تعالج هذا الموضوع بالذات، بفصوله الثلاثة كما تعلمون، فهذا النهج في مواجهة الموضوع هو ضروري في حياتنا اليومية، لذلك أعتبر هذه الوثيقة رفيقة حياة كل واحد منا، وبالنسبة إلينا في بكركي هي وثيقة أساسية لأنها من خلال النهج الذي تتبعه، أولا تشخص هذه الوثيقة الواقع ونحن بأمس الحاجة الى تشخيص واقعنا، وهذا ما ننادي به هنا في لبنان على المستوى الوطني والسياسي، فطالما لا نشخص مشكلتنا في لبنان نحن ذاهبون إلى الانهيار، فهذه الوثيقة بفصلها الأول تشخص ما بنا، لتنتقل في النقطة الثانية الى النظرة المسبقة حول كيف يمكن أن نواجه الرهانات الحاضرة ونستشرف المستقبل، وهذه أيضا نقطة أساسية لأنه في ضوء التشخيص نستطيع أن نتبين طرق الحلول".
واعتبر الراعي، أنها "في فصلها الثالث تتجرأ وتتكلم عن الحلول، خيارات وسياسات، وهذه قضية شجاعة وقضيّة وضوح، فبكل أسف على المستوى السياسي في لبنان لا توجد هذه الشجاعة لكي نواجه الرهانات المطروحة علينا، فلن نستطيع الخروج من مشكلتنا اذا لم نشخّص أساس المشكلة واذا لم نبحث في الحلول، لذا أريد أن أقول أن هذه الوثيقة هي طريق لنا في كل زوايا حياتنا، فصحيح أن الموضوع هو الحضور المسيحي في الشرق الأوسط، لكن هذه الوثيقة هي أيضا منبر للعائلة وللكنيسة والدولة والمجتمع لأنها تفصّل هذه الخطوط الواضحة".