أشار رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، في رسالة إستقبال شهر رمضان، إلى أن "العالم الذي يفتقد هذه القيم اليوم يقف على شفير الهاوية جراء افتقاره لهذه المعايير تتنازعه قوى الطغيان التي تعتمد القوة المادية فلسفة لوجودها وتعمل على التوسع والنفوذ للاستحواذ على منابع الثروة بالتسلط والعدوان من دون مراعاة للقوانين الدولية التي اقرتها المنظمات الحقوقية والانسانية والاممية"، لافتاً إلى أنه "لقد كانت بلادنا العربية والإسلامية اكبر ضحايا هذا النظام الدولي الظالم، وشاهدها الأكبر قضية الشعب الفلسطيني الذي طُرد من أرضه وُشتت في أقصى جهات الأرض لخلق كيان مشوه بديلِ لا ينتمي إلى طبيعة المنطقة العربية والإسلامية ومكوناتها التاريخية والحضارية ورسالتها الإنسانية وقيمها السماوية، الذي يعد شاهدا حيا على اكذوبة السعي لتحقيق الديمقراطية وقيمها في بلادنا والعمل من أجل التخلص من الانظمة الديكتاتورية التي تحكمها وإطلاق الحريات الفردية لشعوبها التي فضحها الواقع وكذبتها الممارسة والوقائع في أفغانستان والعراق وسوريا وغيرها من بلداننا العربية والإسلامية".
وشدد على أن "ما نعانيه وشعبنا في لبنان اليوم ليس إلا احد هذه الشواهد البارزة على حجم التآمر للقوى الغربية الحليفة والداعمة للكيان العبري اللقيط التي هالها هذا التحدي الذي يشكله لبنان إلى جانب قوى الممانعة في المنطقة العربية والإسلامية، وفي مقدمها سوريا وايران وقوى المقاومة اللبنانية والشعب الفلسطيني الذي يبلى بلاء حسنا في مواجهة العدو الصهيوني وتسطيره اليوم مواجهات بطولية يقف العدو عاجزا امامها حائرا في كيفية التعامل معها، والتي لن تستطيع محاولات التطبيع التي تجري أن تحميه من غضب الشعوب العربية التي تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وحيث فشلت محاولات التطبيع السابقة مع الشعب المصري والاردني".
وأكد الخطيب، ان "شهر رمضان شهر الخير والبركة والرحمة والتوبة فلنستغله بعمل الخير والتراحم والعطاء وتفقد الارحام بالتزاور، ودعم الفقراء والمحتاجين بمد يد المساعدة لهم الذين تخلت الدولة عن تأمين العيش الكريم لهم ويفتقدون إلى أدنى مقوماته ولم يبق لهم سوى الله"، معتبراً أن "التكافل والتضامن الاجتماعي أمر ضروري في كل الاحوال، وهو غاية من غايات شهر رمضان التي تحثنا على الاهتمام بالفقراء والارحام والايتام كما ورد في خطبة الرسول الاعظم في استقبال شهر رمضان، التي نحث اخواننا المؤمنين على قراءتها وجعلها برنامجا لهم يستهدون بها، وخاصة في هذه الظروف الصعبة حيث سقطت مؤسسات الدولة التي عفت نفسها عن القيام بمسؤولياتها و أصبح التكافل والتضامن الاجتماعي أكثر ضرورة لسد هذا الفراغ الكبير والخطير الذي لا يمكن من دون قيام المجتمع الاهلي افراداً وجمعيات بما يمكنها القيام به من تقديم المساعدات العينية والمالية للمحتاجين التي تؤمن لهم الأمور الضرورية ليستطيعوا الاستمرار والبقاء من الدواء ولقمة العيش والاستشفاء".
وأوضح أنه "كما المطلوب الحد من جشع تجار الحروب والازمات اللذين يستغلون الفرص وخصوصا في المناسبات لزيادة اسعار المواد الغذائية كما يحصل كل عام عند حلول شهر رمضان،ان هؤلاء المجرمون حولوا بجشعه هذا الشهر من شهر للرحمة إلى شهر للنقمة، وكذلك حال سائر القطاعات وبالاخص قطاع الاستشفاء فالمطلوب في هذا الظرف الاستثنائي اقتصارها على التكلفة على الاقل حيث بات بات المواطنون عاجزين عن دفع فواتيرها، خصوصا مع تخلي الجهات الضامنة عن دفع ما يتوجب عليها تهربا او عجزا، فضلاً عن دفع الارباح حيث فاقم هذا القطاع الارباح الهائلة في المرحلة السابقة".