أصبحت واشنطن عام 2019 أوّل ولاية أميركية تشرّع اللجوء إلى "الاختزال العضوي الطبيعي" في التخلص من الجثث بدلاً من اعتماد حرقها.
وتملك الأرض شركة "ريترن هوم" الناشئة التي أجرت أربعين عملية "اختزال عضوي طبيعي" منذ إطلاقها في أوبورن القريبة قبل سبعة أشهر.
وأشار مؤسس "ريتورن هوم" ومديرها ميكا ترومان خلال تفقده قاعة واسعة مليئة بحاويات معدنية كبيرة الى أن "هؤلاء الأشخاص يعلّموننا كيف نموت بطريقة أفضل".
ولا تُحنّط الجثث لتجنّب استخدام المواد الكيميائية، ويُطللب من العائلات وضع الزهور أو مواد قابلة للتحلل على القش والمكونات الطبيعية الأخرى. وتبلغ كمية المادة العضوية المضافة ثلاثة أضعاف وزن الجثة، ما يتيح إنتاج مئات الكيلوغرامات من السماد.
ويتم وصل أجهزة استشعار تراقب الرطوبة ودرجة الحرارة وتدفق الهواء بجهاز كمبيوتر لتحسين عملية التحلل. وفي منتصف العملية، تُسحب العظام وتُطحن إلى جزيئات دقيقة قبل إعادتها إلى الحاويات لتحويلها سماداً. أما المادة النهائية التي تنتُج عن هذه العملية فلها شكل السماد العادي.
وتستطيع العائلات الاحتفاظ بالكمية التي ترغب بها من المادة، فيما يُستخدم ما يتبقى في إعادة تأهيل سفح الهضبة. ويحظر التخطيط المدني المحلي أي عملية بناء على الأرض.
ورأى رئيس مجلس "غرين بارييل كاونسل" إدوارد بيكسبي أنّ هذه العملية "تمثّل العودة إلى الأرض كما جئنا منها". وأضاف بيكسبي الذي افتتح أول مقبرة للدفن الطبيعي في نيوجيرسي قبل خمس سنوات وأصبح حالياً يملك مراكز في عشر ولايات أميركية "أننا من التراب وإلى التراب نعود".
ويضم مجلس "غرين بارييل كاونسل" أكثر من 400 شركة متخصصة بهذه الجنازات الصديقة للبيئة، من بينها عدد من الشركات خارج الولايات المتحدة.
وأوضحت هذه المنظمة أنّ عملية حرق جثة واحدة تتطلب كمية وقود مماثلة للكمية التي يتسع لها خزان سيارة رياضية متعددة الاستخدام، كما أنّ تحويل الجثث رماداً يؤدي إلى انبعاث غازات الدفيئة. وتبلغ التكلفة مقابل خدمات "ريتورن هوم" خمسة آلاف دولار ، أي ما يعادل تقريباً تكلفة عملية حرق الجثة، بينما تبلغ تكلفة الدفن التقليدي ضعفي أو ثلاثة أضعاف هذا المبلغ.
ويُمكن لّف الجثة بكفن قابل للتحلل أو وضعها في صندوق خشبي ثم دفنها.
وتبيع شركة "كويو" الناشئة في كاليفورنيا ملابس دفن تحتوي على غزل فطري بهدف "القضاء على السموم في جسم الإنسان ونقل العناصر الغذائية إلى النباتات".
يشير المدافعون عن هذه الطريقة في التخلص من الجثث الى أنّ "المدافن الصديقة للبيئة تندرج ضمن رؤية طبيعية للموت".
ولفت بيكسبي إلى أنّ "البشر بدأوا يخافون من الموت بسبب أفلام الرعب وأمور أخرى مماثلة"، مضيفاً "لطالما كانت لدينا فرصة للاعتناء بالمقربين منّا بعد وفاتهم لكننا نسينا ذلك".