لم تكن تجربة اللقاء التشاوري الذي جمع النواب السنّة في قوى "8 آذار" مشجعة لأعضاء اللقاء آنذاك. كثرت حينها التباينات عند كل استحقاق، وخصوصاً عند الدخول في تسمية وزير محسوب على اللقاء في لعبة المحاصصة الداخلية. كما ان التباعد حل بين الأعضاء، مما استدعى تدخل الحلفاء والوسطاء لإجراء مصالحات فيما بينهم.
ولكن، تبيّن من خلال قراءة ارقام دراسات واستطلاعات الرأي في زمن الانتخابات الحالي ان هناك تقدماً شعبياً لاعضاء اللقاء السابق، وتحديداً النائبين فيصل كرامي وجهاد الصمد في دائرة الشمال الثانية(طرابلس-المنية-الضنية)، والوزير السابق حسن مراد في دائرة البقاع الثانية(البقاع الغربي-راشيا).
يمكن استعراض الارقام التي نالوها في الانتخابات الماضية لمعرفة حجم التغيّر بين عامي 2018 و2022:
نال كرامي في طرابلس في الانتخابات 7126 صوتاً، اي ما يوازي نسبة 7% من مقترعي المدينة.
نال الصمد في ذات اللائحة 11,897 صوتاً في الضنية، اي ما يوازي نسبة 36% من مقترعي الضنية.
نال النائب عبدالرحيم مراد 15111 صوتاً في البقاع الغربي، اي ما يوازي نسبة 23,5% من مقترعي البقاع الغربي وراشيا.
وتظهر حالياً استطلاعات الرأي تقدم الثلاثي انتخابياً، الى حدود امكانية نيل كرامي اكثر من 15%، والصمد حوالي 45%، ومراد 30%.
ويمكن القراءة في ابعاد التقدم الشعبي عند الثلاثي:
اولاً، غياب تيار المستقبل عن الانتخابات، وتشتّت نوّابه وناخبيه في الساحة السنية.
ثانياً، اخلاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الساحة الطرابلسية بعدم خوضه الانتخابات، مما جعل الناخبين يندفعون نحو بدائل سياسية ذات وزن شعبي.
ثالثاً، نفور الناخبين السنّة من الحلفاء السابقين(القوات).
رابعاً، اعتماد الثلاثي على الخدمات المباشرة في مناطقهم، وخصوصاً في زمن الازمات اللبنانية.
خامساً، اتضاح المشهد الاقليمي، وثبات سوريا التي تُعتبر حليفة وداعمة للثلاثي المذكور.