لفت متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس، المطران الياس عودة، إلى أنّ "منذ الرّابع من آب 2020، والشّيطان يزيد حيله وتجاربه على شعبنا، مستخدمًا الوسائل كافّة. لا نزال نعيش مأساة التّفجير حتّى اليوم، مع رحيل أشخاص جدد ممّن أُصيبوا في ذلك اليوم المشؤوم، وما رحيلهم إلّا تذكير للمسؤولين بتقصيرهم، وللمواطنين بتحمّل مسؤوليّتهم تجاه تحرير البلد وأنفسهم من نير من يتحكّمون بمصائرهم".
وأكّد، خلال ترؤّسه خدمة القدّاس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، أنّ "على الشّعب ألّا يخضع للتّرهيب ولا يضعف بسبب الوعيد أو التّجويع والضّغوط الحياتيّة المتزايدة، وألّا يتخلّى عن التمسّك بإجراء الانتخابات في موعدها"، مشيرًا إلى أنّ "قوّة الشّعب تكمن في صوته الحر، إذا مارس حقّه الدّستوري بشفافيّة وحريّة، بعيدًا عن الرّشوة والتبعيّة، واضعًا نصب عينيه خلاص البلد أوّلًا".
وركّز المطران عودة على أنّه "إن لم يبتعد شعبنا عن العصبيّات الطّائفيّة والحزبيّة، لن يقوم وطننا من الحفرة الجهنميّة، وسيبقى ذوو السّلطة متحكّمين برقاب النّاس اقتصاديًّا وماليًّا وثقافيًّا وتربويًّا. لا تكونوا مشاركين في تنفيذ حكم الإعدام بحقّ هذا البلد، الّذي كان قبلة أنظار العالم أجمع لتنوّعه الاجتماعي، ورقيّه الثّقافي، ورفعة قطاعه الطبّي، وإبداع أبنائه الّذين لمعوا في العالم بأسره وكانوا روّادًا في شتّى المجالات".
وتوجّه إلى المواطنين قائلًا: "حكّموا ضمائركم، وابتعدوا عمّن يستزلمكم ويستعبدكم ويحاول شراءكم واستغلال أصواتكم. تذكّروا ودائعكم المنهوبة، وبيوتكم المخروبة، ومصيركم الغامض. لا تنسوا أحبّاءكم الّذين رحلوا في ريعان طفولتهم وشبابهم وعزّ عطائهم، بسبب الفساد والإهمال واسترخاص النّفوس. تذكّروا من تَهاون بأرواح البشر ومصير البلد، ومن فجّر بيروت وأعاق سير العدالة، وصرف ودائعكم، وقَتل ما تبقّى من سحر الطّبيعة وجمالها بالمرامل والكسارات والنّفايات والتعدّي على البحر وعلى الغابات".
وخاطبهم بالقول: "تذكّروا من لا تعنيهم همومكم الاقتصاديّة والمعيشيّة، ومن لم يتّخذوا القرارات الضّروريّة لوقف التّدهور، ومن لم يحترموا فصل السّلطات، واستقلاليّة القضاء، وحقّ المواطن بالعدالة. تمرَّدوا على من أذلّكم وقهركم وخرب حياتكم وأظلم أيّامكم وبذّر أموالكم. لا تتنازلوا عن تأمين مستقبل مشرف لأولادكم، وآمنوا أنّ صوتكم هو صوت الحقّ والحريّة، وأنّه ضروري يوم الانتخاب، لكي لا تكون الانتخابات مجرّد محطّة عابرة، بل استحقاق دستوري يرتّب واجبًا على المواطنين هو اختيار ممثّليهم بصوتهم الحرّ وضميرهم الحي؛ بعيدًا عن الولاء الأعمى".