اتهم وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، السلطات الروسية بارتكاب "مجزرة متعمّدة" في بوتشا الأوكرانية، غداة معلومات عن العثور على عشرات الجثث في هذه المدينة الواقعة في شمال غرب كييف بعد تحريرها من القوات الروسية.
وأوضح في تصريحٍ على مواقع التواصل الإجتماعي أن "الروس يريدون القضاء على أكبر عدد ممكن من الأوكرانيين. يجب أن نوقفهم ونطردهم. أطالب بعقوبات جديدة مدمرة من مجموعة السبع حالًا".
من جهته، أشار أحد مستشاري الرئاسة الأوكرانية، ميخايلو بودولياك، إلى أن "منطقة كييف. الجحيم في القرن الحادي والعشرين. جثث رجال ونساء قُتلوا وأياديهم مكبّلة. عادت أسوأ جرائم النازية إلى أوروبا. قامت روسيا بذلك بشكل متعمّد".
وأفادت وكالة فرانس برس، بأنه في مدينة بوتشا بضواحي كييف شاهد صحافي تابع للوكالة "جثث نحو عشرين رجلا أحدهم مصاب بجرح بالغ في الرأس في أحد الشوارع".
ونقلت الوكالة عن رئيس بلدية المدينة، أناتولي فيدوروك، التي استعادها الأوكرانيون من القوات الروسية، قوله أن "كل هؤلاء الأشخاص أعدموا، قتلوا برصاصة في مؤخر الرأس"، مشيرا إلى دفن نحو 300 شخص "في مقابر جماعية".
ولفت إلى أنه "في بعض الشوارع نرى 15 إلى 20 جثة على الأرض" لكن "لا يسعني أن أقول كم من الجثث لا تزال في أفنية المنازل وخلف الأسوار"، موضحا أنه "عُثر على عدد من القتلى مكبلي الأيدي بواسطة شريط قماش أبيض يستخدم للإشارة إلى أنهم غير مسلحين".
وشهدت بوتشا ومدينة إيربين المجاورة بعض أعنف المعارك منذ بدء الغزو في 24 شباط، فيما كانت القوات الروسية تحاول تطويق كييف، وتعرضتا لقصف مركز تسبب بدمار كامل.
وبعد أكثر من شهر على بدء الهجوم الروسي، أعلنت مساعدة وزير الدفاع الأوكراني، غانا ماليار، "تحرير إيربين وبوتشا وغوستوميل ومنطقة كييف بكاملها من الغزاة".
بدورها، أعلنت النيابة العامة الأوكرانية، العثور على "جثة المصور والموثق الأوكراني، ماكس ليفين، مقتولا بالرصاص بعد انسحاب القوات الروسية، على مقربة من العاصمة"، موضحةً أنه قتل "برصاصتين أطلقهما جنود روس".
لكن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أفاد في تصريحٍ على وسائل التواصل الإجتماعي، بأن "الروس بانسحابهم سواء من تلقاء أنفسهم أو بعد معارك يتركون خلفهم خرابا كاملا والكثير من المخاطر"، وحذر بأن "القصف يمكن أن يتواصل"، متهما العسكريين الروس بـ"تلغيم الأراضي التي ينسحبون منها ومنازل وذخائر وحتى الجثث".