من المتوقع، ان تكتمل اليوم تشكيل اللوائح الانتخابية في دائرة صيدا–جزين، مع اقفال باب تسجيلها رسميا في المديريّة العامة للشؤون السياسية واللاجئين التابعة لوزارة الداخلية والبلديات حتى منتصف الليل، فيما لا يختلف اثنان على ان المعركة ستكون حامية الوطيس بالنظر الى المرشحين والتحالفات الانتخابية، مع انفراط عقد السياسية منها من جهة، وغياب تيار "المستقبل" عن المشهد التزاما بقرار النائب سعد الحريري بتعليق العمل السياسي جهة أخرى.
ويؤكد مراقبون لـ"النشرة"، انه مع اقفال باب تسجيل اللوائح سيبدأ العد العكسي لانطلاق الحملات الانتخابية، حيث تبدو المعركة على الصوت التفضيلي وكسر الحاصل معا، بعدما فضّلت بعض اللوائح ان يكون مرشحها منفردا في صيدا او جزين، او لم تجد حليفا قويًّا فقررت الانسحاب طوعا على خوض معركة خاسرة مسبقة والتفاوض على الكتلة الناخبة، او اعطاء كلمة السر للتصويت لهذه اللائحة او ذلك المرشح لترجيح الكفّة، او التحالف مع اشخاص لاستكمال تشكيل اللائحة بهدف تسجيلها.
وقد تشكلت اللوائح وخاصة الاساسية المنافسة منها وابرزها:
1-لائحة "ننتخب للتغيير" وتضم النائب الدكتور اسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري (المقعدان السنّيان في صيدا)، الدكتور شربل مسعد وكميل سرحال (المقعدان المارونيان) والعميد المتقاعد جميل داغر (المقعد الكاثوليكي) في جزين، وقرّرت خوض المعركة على نقيض قوى السلطة وهي مستقلة سياسيا الى جانب شخصيات عائلية وناشطين.
2-لائحة "الاعتدال قوتنا" وتضم عن المقعد السني في صيدا المستقل نبيل الزعتري، وعن المقعد الماروني في جزين النائب ابراهيم عازار المدعوم من رئيس مجلس النواب نبيه بري وحركة "أمل"، وعن المقعد الكاثوليكي جوزيف سكاف، ويتوقع ان تفوز بحاصل انتخابي مع دعم الثائني الشيعي واستبعاد تشتيت الاصوات لأنّها ثلاثية، ايّ انه مرشح عن كل مقعد سنّي وماروني وكاثوليكي.
3-لائحة "وحدتنا في صيدا وجزين"، وتضم عن المقعد السنّي في صيدا المهندس يوسف النقيب، وعن المقعد الكاثوليكي المستقلة الدكتورة غادة أيوب بو فاضل، وعن المقعد الماروني المهندس سعيد الأسمر المدعومين من "القوّات اللبنانية" والناشط في الحراك المدني في جزين وسام يوسف الطويل. وتحظى بدعم رئيس "تجمع 11 آذار" مرعي ابو مرعي، الذي قاد اللقاءات والاتصالات لتذليل العقبات لتشكيلها وابرام التوافق وسحب مرشّحه المهندس نهاد الخولي، الى جانب المرشح المحامي حسن شمس الدين لصالح النقيب، تفادياً لتشتيت الصوت التفضيلي وتأمين حاصل والفوز كفريق متكامل.
4-اللائحة التي سيشكلها "التيار الوطني الحر"، وتضمّ النائب زياد الاسود والنائب السابق أمل ابو زيد، عن المقعدين المارونيين، الى جانب النائب الدكتور سليم الخوري عن المقعد الكاثوليكي في جزين، فيما تتجّه الامور الى ضمّ المرشح محمّد القواس الى جانب منسّقه في المدينة عبد الله البعاصيري لتصبح خماسيّة متكاملة بعدما اقفلت القوى السياسية أبوابها للتحالف معه، حيث يؤكد كل المراقبين ان ثمة اشكاليّة كبيرة في العلاقة بين منطقتي جزين وصيدا رغم ان قانون الانتخاب وحّدهما في دائرة، الا ان معالجة المشاكل ورواسب الحرب اللبنانيّة ناهيك عن المواقف السياسية الهجومية بقيت غائبة.
5-لائحة "نحن التغيير" المؤلفة من ناشطين من مجموعات "حراك إئتلاف ثورة تشرين" وتضم هانية الزعتري ومحمد الظريف عن المقعدين السنيين في صيدا، والعميد جوزيف الاسمر وروبير خوري عن المقعدين المارونيين وسليمان مالك عن المقعد الكاثوليكي في جزين، وقد كشف تشكيل اللائحة عن خلاف بين ناشطي الحراك اذ تتجه الى تشكيل لائحة ثانية على الاقل ستضم الناشطين في مجموعة "ثوار 17 تشرين" ونواتها في صيدا "اسماعيل حفوضة والشيخ محيي الدين عنتر"، وربما ثالثة مدعومة من أمين عام حركة "مواطنون ومواطنات في دولة" الوزير السابق شربل نحاس ونواتها في صيدا احمد العاصي ويجري التفاوض معها لتشكيل لائحة موحّدة او الانسحاب لصالح أخرى.
وأخيرا، تبقى الانظار شاخصة على مرشح "الجماعة الاسلامية" الدكتور بسام حمود، الذي قرر الانسحاب من السباق الانتخابي لاعتبارات عديدة وأهمّها انه لن يكون رافعة لاي لائحة او مرشح، او كتلة ناخبة يؤمّن الحاصل او الفوز لهما، بعدما كرر موقفه بعدم التحالف مع "الوطني الحر" ويتوقع ان يؤدي انسحابه الى تخفيض الحاصل من جهّة، ومراقبة لمن ستصبّ الكتلة الناخبة للجماعة من جهة أخرى.
وترى اوساط سياسية لـ"النشرة"، انّ المرشحين وكيفيّة تشكيل اللوائح تعطي انطباعا بان المعركة ستكون حامية الوطيس، وتقرع طبول الحرب الانتخابيّة على الصوت، كم أن اللوائح الاربعة الرئيسية تعتقد انها قادرة على تأمين حاصل انتخابي وان التنافس سيكون على الكسر الاعلى، وعلى ان المعركة الفعلية تدور على ثلاثة مقاعد سنّي في صيدا وماروني في جزّين والاصعب الكاثوليكي.