أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إلى "أننا نريد أن يشبه لبنان نفسه، وتغيير شكله لا يفيد أحدًا"، وعن كلام رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، الذي يريد تغيير صورة لبنان، شدد على "أننا نرفض تغيير لبنان، وأوافق رعد بأنه لا يمكن لأحد مهما علا شأنه أن يحكم لبنان".
وأكد في حديث تلفزيوني لقناة الـ"LBCI"، أن "مؤتمر الطائف كان بإرادة دولية، ونصف الشعب كان ضده، لكن طالما اللبنانيين ليسوا متوحدين، فالمؤتمر الدولي كان الحل"، قائلًا: "يجب إعادة النظر ببنود الطائف لأن هناك ثغرة أساسية ألا سلطة تستطيع حسم الأمور وإتخاذ القرار، وكلّ طرف قوي أكان بالسلاح أو السياسة يقوم بهذا الأمر".
وإعتبر الراعي، أن "من حق اللاجئين السوريين والفلسطيينيين العودة إلى بلادهم، ولهذا أدعو مجددًا للمؤتمر الدولي". ولفت إلى أن "لبنان في طبيعته هو بلد حياد، ولطالما كان لديه دور حوار وتلاقي"، مضيفًا: "كل شيء يتغير في لبنان لكن هذا ليس لبنان الديمقراطي الذي نعرفه فالطبقة الوسطى إختفت".
ورأى أن "رئيس الجمهورية ليس لديه صلاحيات، فالقرار للحكومة وهي ليست موحدة، لهذا لا نستطيع إتخاذ أي قرار، فمن لديه سلاح في لبنان يحكم"، وعن إعادة النظر ببنود الطائف، لفت إلى أن "لدينا أفضل نظام بالعالم في لبنان، ولهذا العرب يحبون لبنان".
وأوضح الراعي، أن "الحياد شيء والمؤتمر الدولي شيء أخر"، وحول التدخل الدولي في لبنان، سأل: "من وضع الطائف؟ ليس لبنان وحده طبعًا". وحذر "من تأجيل الانتخابات، ولن نقبل أن يمدد مجلس النواب لنفسه، قائلاً: "حذارٍ حذارٍ حذارٍ" الانتخابات حاصلة قطعًا". وحول إرتياح "حزب الله" للإنتخابات، أشار إلى أنه "من لم ينتخب في الإنتخابات الماضية، فلينتخب الآن وجوها جديدة، هكذا فقط نستطيع التغيير".
ولفت إلى أن "التوافقية لا تعني أنه إذا لم يعجب فريق ما بقرار "بيولّع البلد"، والبعض يشوه وجه التوافقية والديمقراطية، وأكرر أنه بوجود وجوه جديدة نستطيع التغيير". أضاف: "خلص وقت قطع الطرقات"، إنتخبوا الذين لديهم ولاء للبنان وليس للخارج انتخبوا "اللي عينن شبعانة".
وأكد الراعي، أن "الدستور يقول أن رئيس الجمهورية لا يستطيع التجديد، وهذا ما أنادي به، وعلينا إنتخاب رئيس جديد قبل بشهرين من إنتهاء ولاية الرئيس ميشال عون"، موضحًا "أننا نريد رئيس جمهورية يستطيع توحيد اللبنانيين، وأن يمسك الدستور بيده وينفذه من دون خوف". وقال: "إختاروا مرشحي رئاسة الجمهورية من الآن، إطرحوا الأسماء، لكي نختار رئيس يستطيع أن يمسك بزمام الأمور في هذه الفترة الصعبة".
وشدد على "أنني لا أريد تقييم فترة ولاية الرئيس عون، فليقيّم هو"، معتبرًا أن "الرئيس المتجرد هو الرئيس القوي، وإذا وجدنا هذا الشخص فسأقول: هذا الرئيس القوي". ورأى أن "الهيمنة الايرانية هي سبب من أسباب مشاكل لبنان، ونحن تابعون لجامعة الدول العربية فقط، وإذا قطعنا العلاقات معها ومع الغرب أصبحنا معزولين".
وحول كلامه من القاهرة أن السبب الأول لعزلتنا الدولية سلاح "حزب الله"، أوضح الراعي، "أنني أعود وأكرر أن الطائف يحل كل قضايانا العالقة وينقذنا من العزلة الدولية". وعن التسريبات عن علاقة بكركي بالفاتيكان، قال: قداسة البابا لم يوجه لي أية ملاحظات يومًا، ومنذ سنين وأنا أتعرض للإنتقادات والأخبار الكاذبة "وأنا إتعودت عليهن وما بيهمني".
وكشف أن "لدينا حوار مع "حزب الله"، وإذا قال الفاتيكان تحاوروا مع "حزب الله" أقول له: أتحاور بماذا معه؟ حوار سياسي؟ حوار أسلحة؟ أم حوار بخصوص إيران؟ إذًا نعم فأنا جاهز"، مضيفًا: "أنا إلتقيت بالسيد حسن نصرالله، ولكن لقائنا كان على مستوى وطني وليس سياسي، فلسنا أعداء".
وإعتبر الراعي، أن "القضاء مسيّس، ممذهب، ويوجد الكثير من الملفات المفبركة، أين القضاء من جريمة تفجير المرفأ؟ أين التشكيلات القضائية؟ نريد فصل السلطات، فمن يثق بلبنان الذي ليس محميا من القضاء؟". ولفت إلى "أنني قلت سابقًا أنه يجب أن يجري تحقيق في شأن حاكم "مصرف لبنان" وكل الوزارات والصناديق، ولكن أن تتم ملاحقة شخص واحد من دون سواه فهذا أمر مرفوض وهذه ليست عدالة".
وحول عودة السفيرين السعودي والكويتي إلى لبنان، أكد "أننا لا نستطيع العيش في العزلة، لا نسطيع الإستمرار هكذا". وأشار إلى "أنني لم أستطع زيارة عون بعد عودته من الفاتيكان، ولكنني سأزوره الأسبوع المقبل حتمًا".
وشدد الراعي، على أن "بكركي تحترم الجميع، نحن نخاطب الضمائر ونريد العدالة، وكما قلت سابقًا، أستطيع الإتصال الآن بالسيد حسن نصرالله والإجتماع به، ونحن منفتحون على الجميع".