لم تستطع منظمات المجتمع المدني واحزاب المعارضة تقديم لائحة واحدة في دائرة الجنوب الثالثة، كما الحال في معظم الدوائر الانتخابية، نتيجة السباق القائم بين الطامحين للوصول الى ساحة النجمة.
واذا كانت كل المؤشرات الشعبية، والدراسات الاحصائية تحدثت عن امكانية فرض لائحة "قوى التغيير" مقعداً لها في دائرة الجنوب الثالثة(مرجعيون وحاصبيا، النبطية، بنت جبيل)، فإن تشتّت اصوات الناخبين المعارضين للائحة "الأمل والوفاء" بين لائحتي "معاً للتغيير" و "صوت الجنوب"، سيؤدي الى ضعف فعالية تلك الاصوات نسبياً. فهل تنجح احداها في تحقيق خرق بمقعد واحد على الأقل؟ . الناشطون في "قوى التغيير" يتحدثون عن خطة لكسب المقعد الارثوذكسي في الدائرة المذكورة.
لماذا المقعد الارثوذكسي تحديداً؟
اولاً: تستند مصادر منظمات المجتمع المدني وقوى المعارضة الى غياب الحماسة الانتخابية عند المناصرين التقليديين للائحة "الثنائي الشيعي"، بإستثناء الحزبيين الملتزمين، مما سيخفّض نسبة الإقتراع، فيتراجع الحاصل الأول عن الرقم الذي سجله في الانتخابات الماضية: 20526.
ثانياً: في حال وصلت احدى لائحتي المعارضة والمجتمع المدني الى تأمين الحاصل الانتخابي الأول، فإن امكانية الفوز بالمقعد الارثوذكسي واردة، انطلاقاً من الرقم المتواضع الذي ناله النائب اسعد حردان في الانتخابات الماضية: 3321.
ثالثاً: ان قوى التغيير قادرة على تحقيق فوزها رغم تعدد اللوائح، وتشير الى أن لائحة "معاً نحو التغيير" تحظى بدعم الحزب الشيوعي ومنظمات المجتمع المدني، في وقت ينشط فيه المرشح عن المقعد الارثوذكسي الياس جراده بين ناخبي مرجعيون وحاصبيا، وهو ابن بلدة ابل السقي.
رابعاً: تعتبر المعارضة انها قادرة على جذب اصوات الاغتراب الى الاقتراع للوائحها، خصوصاً ان عدد الناخبين المغتربين المسجلين في مرجعيون وحاصبيا يبلغ 8584 ناخباً.
لكن بالمقابل، فإن مصادر لائحة "الوفاء والأمل" تستبعد امكانية خسارتها اي مقعد، وتستند في رأيها الى وحدة القوى السياسية حالياً التي كانت موزّعة في الانتخابات الماضية، وتحديداً عندما نالت لائحة "الجنوب يستحق" المدعومة من تيار المستقبل، والحزب الديمقراطي والتيار الوطني الحر 17058 صوتاً، بينما لم تنل كل باقي القوى اليسارية والمجتمع المدني حينها في كل اللوائح 14 الف صوت.
علماً ان القوى السياسية تدرك ان مستجدات ما بعد 17 تشرين، تفتح حسابات شعبية وانتخابية جديدة، قد تُترجم في دائرة الجنوب الثالثة خلال الانتخابات المقبلة.