يقول مناصرو "حزب الله" في دائرة البقاع الأولى(بعلبك-الهرمل) أنهم يسعون لكسب عشرة مقاعد نيابية في هذه الدائرة، أي فوز لائحة "الأمل والوفاء" بكامل اعضائها. يستند "الثنائي الشيعي" في مقاربته الى نتائج انتخابات عام 2018، التي نال خلالها مرشح "القوات" النائب انطوان حبشي 14858 صوتاً، وهي نتيجة لا تخولّه الوصول الى ساحة النجمة، بإعتبار ان الحاصل الانتخابي الاول كان 18707، لكن سبب نجاح حبشي كانت الاصوات التي كسبتها اللائحة من تيار "المستقبل" ووصلت الى حدود عشرة الاف صوت، ومن يحيى شمص الذي قدّم للائحة 6658 صوتاً.
فهل تستطيع "القوات" نيل هذه الاصوات لزوم الوصول الى مرحلة الحاصل المطلوب في الانتخابات المقبلة؟
لا توحي المعطيات بتكرار تجربة الانتخابات الماضية، لسببين:
اولاً، غياب التأييد السني الذي كان يؤمنه تيار "المستقبل" للائحته التي كانت تضم "القوات".
ثانياً، عدم ترشّح شمص للانتخابات النيابية.
لكن معراب تراهن على خطوتين: انخفاض نسبة الاقتراع الشيعي، مما يخفّض الحاصل الاول. وجذب اصوات وازنة من المغتربين، لرفع نتيجة لائحة القوات.
لكن المشكلة التي يواجهها "حزب الله" ليست في انعدام الحماسة الشعبية للمشاركة بالإنتخابات النيابية فحسب، بل بتسرّب شخصيات من بيئة "الثنائي الشيعي" نحو الانضمام الى لوائح انتخابية مستقلة، تحت عنوان العشائر والعائلات والمستقلّين.
وعلى هذا الاساس وصل عدد اللوائح في بعلبك-الهرمل الى ست، واحدة لحزب القوات: بناء الدولة، وثانية للثنائي الشيعي: الأمل والوفاء، ولائحة للمجتمع المدني: إئتلاف التغيير، والرابعة بإسم: العشائر والعائلات للإنماء، والخامسة لمجموعة "مواطنون ومواطنات في دولة": قادرين. والسادسة من النسيج العائلي والعشائري ايضاً: مستقلون ضد الفساد.
وكانت "النشرة" تحدثت عن ضغوط لسحب مرشحين أثمرت في الاسبوع الماضي بخروج عدد من المعنيبن، من المشهد الانتخابي في بعلبك-الهرمل.
واذا كان الحاصل الانتخابي العالي صعب المنال عند اللوائح الصاعدة، فإن مجرد الترشّح وتنظيم لوائح من قبل شخصيات محسوبة سياسياً وتاريخياً على "الثنائي الشيعي" يعني ان مستجدات شعبية واجتماعية تحصل، تستوجب قراءة معطياتها ورمزيتها بتأنٍ، من قبل قيادات الثنائي، خصوصاً ان المرشحين يستنجدون بالعشائر والعائلات، في خطاب يردّدون فيه ان المطلوب حفظ دورها، لا فرض نواب حزبيين في البقاع. فهل لا زالت اللغة العشائرية تجذب الناخبين في بعلبك - الهرمل؟