تضرب لبنان، في مثل هذا الوقت من كل سنة، الرياح الخمسينيّة التي تؤدّي إلى إرتفاع الحرارة وإنتشار الجفاف وغيرها، وهذه الموجة ليست غريبة أو غير معتادة، فهي تحصل دائماً في هذا الفصل من السنة، ولكن اللافت أن اللبنانيين باتوا يعطونها إهتماماً إضافياً أو يتخوّفون منها نتيجة للحرائق التي كانت تحصل، والتي أثّرت بشكل مباشر على مساحات حرجيّة واسعة في شمال وجنوب لبنان والشوف وغيرهما، فما هي الاستعدادات للتصدي للحرائق؟.
رياح الخَمسين هي جنوبيّة شرقيّة، تأتي من الصحراء العربيّة الكُبرى إلى منطقتنا وشبه الجزيرة العربيّة، وتكون عالية السُّرعة، فَمن الممكن أن تصل سرعتها إلى أكثرمن 120كم/ساعة، وتكون جافّةً كثيراً، إضافة إلى شدّة لهيبها وحرارتها المرتفعة.
في لبنان بدأت هذه الموجة اليوم الأربعاء وتستمر حتى الغدّ، بحسب ما يؤكد رئيس دائرة التوقعات في مصلحة الارصاد الجويّة في مطار بيروت الدولي عبد الرحمن زواوي في حديث لـ"النشرة"، ويلفت إلى أنه "عادة تستمرّ هذه الموجة أياماً عدّة، والحرارة التي وصلت إلى 32 درجة الاربعاء، ستبدأ الجمعة بالانخفاض وستلامس 26 درجة مع احتمال هطول الأمطار، أما السبت صباحاً فستكون ما بين 22 و23 درجة، والأحد نعود الى طقس معتاد في مثل هذا الوقت من السنة"، معتبراً أن "الحرارة لا تزال أقل من معدّلاتها الموسميّة".
في مثل هذا الفصل هناك خطر كبير لاندلاع الحرائق بسبب الاحترار الكبير، ولم ينسَ المواطنون بعد ما حصل في العام 2019 في الشوف، حين إحترقت مساحات واسعة، سواء أكان الحريق طبيعياً أو مفتعلاً. وهنا لا يمكن التكهّن مسبقاً بالذي يمكن أن يحصل، لكن مدير العمليّات في الدفاع المدني جورج بو موسى يلفت، في حديث لـ"النشرة"،إلى أن "اضرار الحرائق التي كانت تحصل كبيرة جداً وإمكانية إندلاعها كتلك التي كانت تحصل في الفترات السابقة صعبة حالياً لعدّة أسباب، أبرزها أن الاعشاب لا تزال خضراء والأشجار كذلك الأمر ولا يوجد جفاف أيضاً"، مشيراً إلى أن "أيّ حريق سواء أكان مفتعلاً أم لا حكماً ستكون نتائجه كارثية".
ويعود بوموسى ليشدّد على أن "الدفاع المدني، ونتيجة الرياح الخمسينيّة التي تضرب لبنان، رفع جهوزيّته وزاد من عديده، حتى يتمكن من إخماد أيّ حريق إذا حصل"، مضيفاً: "الطقس حالياً ليس قاسياً".
إذاً موجة رياح الخمسينيّة تنتهي الجمعة المقبل لتعاود درجات الحرارة الانخفاض شيئاً فشيئاً، أما الثلاثاء المقبل فلبنان سيكون على موعد مع هطول أمطار غزيرة، وبعدها تعود درجات الحرارة إلى معدّلاتها الطبيعيّة في مثل هذا الوقت من العام... فهل تمرّ موجة الرياح الخمسينيّة على خير أم تشهد البلاد موجة حرائق شبيهة بتلك التي كانت تحصل في المرّات السابقة؟.