أشارت منظمة "أطباء بلا حدود"، إلى أنها "تعمل على تأمين التطعيم الروتيني للأطفال في منطقة وادي خالد، التي تعكس أحد أدنى معدلات التحصين في البلاد، مع زيادة مصاعب المجتمعات المهملة في لبنان إثر الأزمة".
ولفتت المنظمة في بيان، إلى أنه "كجزء من تقديم أطباء بلا حدود لأنشطة الرعاية الصحية الأساسية في وادي خالد، تدعم فرقنا برنامج التحصين التابع لوزارة الصحة العامة من خلال توفير التطعيم الروتيني. ونجحت أطباء بلا حدود منذ عام 2021 في تطعيم أكثر من 5000 طفل بشكل كامل. وللمساعدة في حل مشكلة تكاليف النقل وتسهيل الحصول على التطعيمات الروتينية، تزور أطباء بلا حدود القرى في جميع أنحاء وادي خالد لإجراء حملات تطعيم أسبوعية. كما تنظم فرق أطباء بلا حدود للتوعية الصحية جلسات توعية صحية أسبوعية بغية التصدي للمفاهيم الخاطئة وتشجيع الناس على تلقي التطعيم الروتيني".
واعتبر البيان أن "لبنان لطالما ضم مجتمعات مكافحة من أجل تأمين لقمة العيش، بعيدة عن الأنظار موجودة في الضواحي شبه المتهدمة والقرى النائية وسط تجسيد لبنان بصورة الرفاهية. ويبعد هذا كل البعد عن الواقع والخطاب العام الحالي وسط أزمة البلاد".
وأوضحت المنظمة أن "الاحتياجات المتزايدة للمجتمعات في لبنان دفعت الناس إلى إعطاء الأولوية لشراء الطعام على حساب الوصول إلى الرعاية الصحية، في بلد تنتشر فيه خصخصة الرعاية الطبية بشكل كبير. ولتجنب إنفاق المال، يؤخر الكثير من الأشخاص طلب الرعاية إلى حين تدهور حالتهم الصحية ووصولها إلى درجة حرجة. وفي هذه المرحلة، يكون قد فات الأوان لاتخاذ تدابير الرعاية الوقائية وتكون الحاجة إلى العلاج في المستشفى ملحة".
كما أفادت دراسات بأن "استخدام لبنان للتطعيم الروتيني قد انخفض بنسبة 31 في المئة على المستوى الوطني منذ العام 2020 . ويعود سبب ذلك إلى إجراءات الإقفال المرتبطة بتفشي كوفيد-19 وحواجز تكلفة النقل ونقص التطعيمات في القطاع الخاص حيث يكافح لبنان لاستيراد الإمدادات الطبية والأدوية".
بدوره، ذكر رئيس بعثة أطباء بلا حدود في لبنان، مارسيلو فرنانديز، أنه "مع زيادة نسبة الفقراء اللبنانيين، من المرجح أن تهمل المجتمعات التي تعيش على حافة الفقر الرعاية الوقائية أو تحاول علاج الأمراض بنفسها، وما نشهده في وادي خالد هو مثال حي على ذلك، والأشخاص الذين يعانون من الظروف الهشة هم الأكثر تضررا".
ورأى فرنانديز "أننا أمام واقعين: أولا، ستسفر زيادة عدد الأشخاص الذين يتم إدخالهم إلى المستشفيات في حالات كان من الممكن تجنبها من خلال الرعاية الوقائية عن ضغط إضافي على النظام الصحي المنهار. ثانيا، على الرغم من أن المرضى تمكنوا من تفادي دفع التكاليف لبعض الوقت عن طريق تأخير الحصول على الرعاية الطبية، إلا أنهم سيجدون أنفسهم في النهاية مجبرين على دفع رسوم الاستشفاء في بلد لا يستطيع فيه معظم الناس تحمل تكلفة التأمين الصحي الخاص، فضلا عن الصندوق الوطني للتأمين الصحي المتفكك بسبب الظروف الزاهنة في لبنان".
من جهتها، أوضحت الممرضة في عيادة أطباء بلا حدود، رنا حمود، أنه "لا توجد أرقام رسمية حول نسبة تغطية التحصين في وادي خالد. ولكن يشير عدد الأطفال الذين يصلون إلى عيادتنا من دون تلقي لقاح التهاب الكبدB عند الولادة، إلى انخفاض نسبة تغطية التطعيم الروتيني في المنطقة".