يسعى حزب القوات للفوز بالمقعد الماروني في دائرة الشمال الثانية(طرابلس-المنية- الضنية)، مستنداً الى تحالفه مع الوزير السابق اشرف ريفي ونائب المنية عثمان علم الدين، وبذلك تحقق معراب فوزاً مزدوجاً: كسب مقعد نيابي، وكسر "التابو" السنّي - الطرابلسي القائم ضدها بسبب قضية اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رشيد كرامي.
تنطلق معراب من معادلة حسابية بسيطة:
تؤكد نتائج استطلاعات الرأي قدرة حلف القوات-ريفي وعلم الدين على بلوغ الحاصل الانتخابي الاول، فتراهن معراب على فوز مرشحها عن المقعد الماروني الياس الخوري، الذي لا يحتاج الى نسبة عالية من الاصوات، نسبة الى الارقام المطلوبة لضمان نجاح المقاعد السنّية في هذه الدائرة. مما يعني انه في حال حصلت اللائحة على حاصل واحد مع كسر اضافي، سيتيح لها ذلك الفوز بمقعد ثان، ترغب القوات ان يكون لصالحها، بسبب صعوبة تفوّق شركائها في اللائحة: علم الدين في المنية، وبلال هرموش في الضنية، اللذين يواجهان مرشحين اقوياء: كاظم الخير في المنية، وجهاد الصمد وسامي فتفت في الضنية.
بالمقابل، فإن هوية الفائز عن المقعد الماروني في دائرة الشمال الثانية ستكون رهن قرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. لماذا؟
تؤكد نتائج الانتخابات الماضية واستطلاعات الرأي الحالية قدرة ميقاتي على تجيير كتلة ناخبة وازنة لفرض نجاح مرشحين اثنين في طرابلس: اذا اراد رئيس الحكومة توجيه مؤيديه لاختيار المرشح المقرّب منه عن المقعد الماروني سليمان عبيد، كما فعل مع والده النائب الراحل جان عبيد، فإنه سيكون نائباً عن موارنة طرابلس، وبالتالي يحرم القوات من حلم معراب في الفيحاء.
يبلغ عدد المقترعين الموارنة في كل دائرة الشمال الثانية اقل من ثلاثة الاف ناخب، لكن معظمهم يقترع في الضنية، بينما يوجد عدد قليل جداً لا يتجاوز بضع مئات يقترع في طرابلس ويعطي الاولوية لمرشح المردة عن المقعد الارثوذكسي رفلي دياب الذي نال العدد الأعلى منهم في الانتخابات الماضية.
كل المؤشرات توحي ان ميقاتي سيجيّر اصوات مؤيديه لحلفائه، وفي الطليعة عبيد. مما يعني ان تمثيل القوات في الشمال الثانية خاضع لقرار "العزم".