بعد ان اقام لعازر من الموت، اشتهر يسوع المسيح وباتت شعبيته كبيرة جداً، وتاثر الناس الذين سمعوا بمعجزاته وارادوا الوصول اليه، لغايات محددة وليس من اجل ملكوت الله وبره وخلاصهم. قليلون هم الذين تبعوا المسيح من اجل الخلاص، وهؤلاء ظهروا بعد موته وقيامه، وليس خلال مسيرة دخوله الى اورشليم على جحش ابن اتان. فالذين استقبلوه في اورشليم، انما فعلا ذلك بفعل العاطفة التي تحركت والحماس الذي اعتراهم بفعل ما وصلهم من معجزات قام بها، تماماً كما يحصل معنا عندما نخرج من الكنيسة او من رياضة روحية فنشعر اننا اقرب من اي وقت مضى الى الله. وهذه العاطفة نفسها التي نشعر بها ايضاً عند مشاهدتنا لاحد الافلام فنتصور انفسنا ابطالا على غرار بطل الفيلم، ولكن سرعان ما تذوب هذه العاطفة بعد وقت قصير، ونعود الى حالتنا العادية.
لذلك، ليس المطلوب منا التحرك عاطفياً مع المسيح، بل ايمانياً بفعل المحبة، فبولس الرسول كان واضحاً حين وضع المحبة فوق كل شيء، لانه علم ان كل شيء سيزول، فيما ستبقى المحبة هي الثابتة. فلنحمل سعف النخل ونلاقي المسيح، ولنهتف بفرح، انما ليكن عملنا هذا نابع من المحبة وليس من العاطفة، والا سنجد انفسنا في مكان آخر.