أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الى أن "أداء المرشحة الفرنسية وزعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، القوي أظهر الجاذبية الدائمة للتيارات القومية وكراهية الأجانب في أوروبا، ولوبان خفقت من نبرتها، إن لم يكن من موقفها المناهض للمهاجرين. لقد أعطت انطباعاً بأنها أقرب إلى المخاوف اليومية للشعب الفرنسي، وخاصة فيما يتعلق بالارتفاع الحاد في أسعار الوقود والتضخم".
ولفتت الصحيفة إلى أنه "مع اندلاع الحرب في أوكرانيا حيث من المرجح أن يتم اختبار الوحدة الغربية مع استمرار القتال، أظهر أداء لوبان القوي الجاذبية الدائمة للتيارات القومية وكراهية الأجانب في أوروبا. فقد حصلت أحزاب اليمين واليسار المتطرفة على حوالي 51 في المائة من الأصوات، وهي علامة واضحة على مدى الغضب والإحباط الفرنسيين".
واعتبرت "نيويورك تايمز"، أن "وجود فرنسا مناهضة لحلف شمال الأطلسي وأكثر تأييداً لروسيا في حالة فوز لوبان من شأنه أن يسبب قلقاً عميقاً في عواصم الحلفاء، وقد يؤدي إلى كسر الرد الموحد عبر الأطلسي على الغزو الروسي لأوكرانيا".
لكن ماكرون، بعد حملة باهتة، سيذهب إلى الجولة الثانية باعتباره المرشح الأوفر حظاً، بعد أن كان أداؤه أفضل قليلاً مما أشارت إليه استطلاعات الرأي الأخيرة. وقد أظهره بعض الاستطلاعات يتقدم على لوبان بنقطتين فقط، بحسب الصحيفة.
وأوضحت أن "رفض الجمهور الفرنسي المبدئي للنوع الخاص من القومية المعادية للمهاجرين الذي تحمله لوبان قد تلاشى مع انتشار السياسات غير الليبرالية في كل من أوروبا والولايات المتحدة. لقد نجحت لوبان في تخفيف لهجتها، إن لم يكن اقتناعها الشديد بأن الشعب الفرنسي يجب أن يحظى بميزة على الأجانب وأن الستار يجب أن يُسدل على فرنسا باعتبارها (أرض الهجرة)".
وبحسب الصحيفة، إن علاقة لوبان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وثيقة، على الرغم من أنها سعت في الأسابيع الأخيرة للتقليل من شأنها. وسارعت هذا الشهر لتهنئة زعيم المجري القومي والمناهض للهجرة، فيكتور أوربان،على فوزه الرابع في الانتخابات البرلمانية.
وكانت لوبان قد أشارت، في وقتٍ سابق، الى "أنني سأعيد فرنسا إلى النظام في غضون خمس سنوات"، وناشدت جميع الفرنسيين الانضمام إليها فيما وصفته بـ"اختيار الحضارة" حيث ستكون "الغلبة المشروعة للغة والثقافة الفرنسيتين" مضمونة وكاملة "وحيث استعادة السيادة في جميع المجالات".
كذلك، لفت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمؤيديه، الى "أنني أريد فرنسا في أوروبا القوية التي تحافظ على تحالفاتها مع الديمقراطيات الكبرى من أجل الدفاع عن نفسها، وليس فرنسا التي سيكون لها، خارج أوروبا، حلفاؤها الوحيدون الشعبويون وكراهية الأجانب الدولية. هذا ليس نحن". مضيفاً أن "لا تخدعوا أنفسنا، لم يتم تقرير أي شيء، والنقاش الذي سنخوضه خلال الـ15 يوماً المقبلة سيكون حاسماً لبلدنا وأوروبا".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "على الرغم من قيادته فرنسا خلال أزمة فيروس كورونا، ووصول البطالة إلى أدنى مستوى لها في عقد وارتفاع النمو الاقتصادي في عهده، بدا ماكرون غير مندمج في الأولويات الداخلية، وركز اهتمامه على الحرب في أوكرانيا بدلاً من القضايا المحلية. وأثار رفضه مناظرة مرشحين آخرين حفيظة بعض الناخبين".
واعتبرت الصحيفة أن "احتمال انزلاق فرنسا نحو موقف كراهية الأجانب ونحو القومية في حال فوز لوبان بمنصب الرئاسة في جولة الإعادة، سيكون بمثابة صدمة كبيرة على غرار التصويت البريطاني لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2016 أو انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة في العام نفسه".