لم يسبق ان مرّ حزب "القوات" بتخبط انتخابي في السنوات الماضية، كما حصل معه في توليف التحالفات الانتخابية وجمع اسماء المرشحين لخوض الاستحقاق المقبل.
يمكن الاستناد الى ما شهدته الايام القليلة الماضية من اشتباك سياسي- إعلامي بين حزب "القوات" و حلفائه "السياديين"، احد ابطالها المرشح عن المقعد الشيعي في دائرة البقاع الأولى (زحلة) حارث سليمان الذي اتهمه الموفد الخاص لرئيس حزب القوات في الجنوب جان العلم بأنه روّج ان القوات "عملت صفقة مع حزب الله، لتمرير طوني حبشي (مرشح القوات في دائرة البقاع الثالثة) في بعلبك-الهرمل، مقابل خربطة لائحة المعارضة في الجنوب".
ردّ العلم في شرح تبريري مطوّل نفى فيه وجود اي صفقة، لكنه قال ان احد المرشحين(سليمان) "جن جنونه" بعدما سعى جاهداً للدخول الى لائحة القوات في زحلة، لكن الحزب التزم مع مرشح آخر(ديمة أبو دية).
ردّ سليمان مباشرة على العلم، عبر بثّه صوت مكالمة هاتفية كان اجراها معه مسؤول حزب القوات في زحلة ميشال فتوش، مكلّفاً من رئيس الحزب سمير جعجع يطلب منه ملف ترشيحه لكي يتم ضمه الى لائحة القوات في دائرة البقاع الأولى. واظهرت المكالمة رفض سليمان تلبية طلب فتوش، والتمني للمرشحة ديمة آبو دية ولائحتها التوفيق. ثم كتب سليمان تعليقاً: كذب وسيادة ما بيمشوا.
جاءت طبيعة رد سليمان تحمل تفسيرات الحرد، نتيجة تقديم القوات اللائحة التي تضم اسم بو دية وليس اسمه، فيما اظهر حزب القوات استعداده للتخلي عن بودية لاضافة سليمان بدلاً منها.
بين تسريب وتهجّم ورد، نفى حزب القوات وجود اي صفقة بين مقعد حبشي في البقاع الثالثة مقابل "خربطة لائحة المعارضة في الجنوب الثالثة"، لكن من يصلح ما خربته الانتخابات بين "السياديين"؟