لفت السّفير البابوي في لبنان، المونسنيور جوزيف سبيتيري، إلى أنّ "الربّ يرافقنا كلّ يوم في العمق. وأمام الصليب، نحن مدعوون لالتزام الصّمت وللقيام بمراجعة عميقة لحياتنا المسيحيّة والشخصيّة وتصرّفاتنا".
وأشار، خلال رتبة سجدة الصليب في جامعة الروح القدس في الكسليك، إلى أنّ "لدينا الميل إلى المرور سريعًا من قداس الشعانين إلى أحد الفصح، لأنّ لا أحد يحبّ المعاناة"، مركّزًا على "أنّنا مدعوّون إلى مرافقة المسيح في كلّ مرحلة في طريقه، وأن نقف أمام الصليب كما فعلت أمّنا مريم العذراء".
ورأى المونسنيور سبيتيري "أنّنا نتكلّم عن الأزمات اليوم بطريقة سطحيّة للأسف. نعيش في مرحلة أزمات في لبنان والعالم، أزمات سياسيّة، اقتصاديّة، ماليّة، اجتماعية، حروب، جائحة "كورونا"، نزاعات نوويّة... وتداعياتها كارثيّة على الجميع. لكنّنا نواجه خطر تسطيح أو تسخيف المعنى الحقيق للأزمات".
وأكّد "أنّنا لا يمكننا أبدًا نسيان وجع كلّ إنسان ضحيّة أيّ من الأزمات أو الصّراعات. كلّ شخص منّا يمرّ بلحظات وجع سواء شخصيّة أو في عائلته أو بين أصدقائه. هذه أوقات عصيبة وصعبة لا يمكننا تخبئتها". وأوضح أنّ "صليب المسيح لا يزيل ألمنا، بل يسوع يشاركنا المعاناة. هو لا يتركنا أبدًا، بل يرافقنا باستمرار".
كما شدّد سبيتيري على "أنّنا لا يجب أن نخاف من الأزمة، فهي ممكن أن تشكّل نعمةً لنعود إلى الرّبّ بشجاعة، والاشتراك في تجديد الكنيسة والمجتمع"، داعيًا إلى "إعادة اكتشاف أنّ الرّبّ هو الأب المليء بالمحبة، وحتّى الآخرين الّذين لا يشاركوننا أفكارنا ومعتقادتنا هم اخوتنا وأخواتنا".
وذكر "أنّنا يمكننا أن نكون جميعًا ضحايا الظّلم، لكن أيضا ممكن أن نكون السّبب في الظّلم. هذه مسؤوليّتنا. كما يمكننا أن نكون ضحايا الكراهية، ويمكننا أن نكون أيضًا عناصر تباعد عن الآخر بسبب الغيرة والحسد وغيرهما"، لافتًا إلى أنّ "يسوع يستمرّ في حبّنا، من خلال إعطائنا المغفرة".