احتفل راعي أبرشية بيروت المارونية المطران، بولس عبد الساتر برتبة سجدة الصليب في كاتدرائية مار جرجس المارونية في بيروت، عاونه فيها الخوري جاد شلوق، بمشاركة المطران بولس مطر، وبحضور أهالي ضحايا وجرحى انفجار مرفأ بيروت وحشد من المؤمنين.
أشار راعي عبد الساتر، في عظته، الى "أننا نجتمع في هذا الوقت لنحتفل ككنيسة واحدة برتبة سجدة الصليب علامة التنازل والمحبة اللامتناهية وليس بدفن المسيح كما نقول بالعامة، وذلك لأن المسيح قام من بين الأموات وهو حي، فلا وجوب لدفنه ولا حاجة للحداد عليه".
ولفت الى أنه يجب أن "نعيش جميعنا بقلب الرب الى أبد الآبدين ونصلي للعاطل ليتوب ويعود الى الله"، مضيفاً "أننا سنحمل الصليب لنكرمه لأنه علامة رجائنا".
وأضاف أنه "إذا كنا نصدق أن موتانا المؤمنين يعيشون في قلب الله وفي قلب الجماعة فإن موتهم باكرا هو مكافأة لهم وهو خير لهم مهما كان صعبا علينا. وإذا كان عمر السيئين يطول فدعونا لا نتكدر من ذلك بل لنفرح بأن الرب يعطيهم الوقت ليتوبوا ويعطينا الوقت لنصلي على نية عودتهم عن ضلالهم، فغاية الرب وغايتنا هي خلاص كل إنسان".
وتوجه عبدالساتر الى أهالي مرفأ بيروت بالقول، "نحن نحبكم ولنسامح الذي آذانا وسنحمل همهكم وأوجاعكم وصليبكم ولن ننسى الضحايا، ويجب أن لا نغسل أيدينا من دم الضحايا، ونمل من ملاحقة الحقيقة لأننا لن ننسى، والله يسمع صراخ الأبرياء وعدالة السماء لا ترضخ أمام شيئ".
وأوضح أن "الحياة لا تعود إلى شوارع بيروت بعودة فتح أبواب المقاهي والمطاعم والملاهي فيها ولا بهدم ما يذكر بانفجار 4 آب، بل بحماية سكان بيروت من كل تعد على حياتهم وأملاكهم وسكينتهم، من كلِ من يتاجرون ببيوتهم وبأحزانهم ومن يستبيحون مضاجعهم بضجيجهم وصخبهم في سعيهم المفرط خلف المال واللهو. ألا يكفيهم قهرا وظلما وتهجيرا؟ وأعود وأكرِر أن بيروت لن تعود مدينة الإنسان قبل معرفة الحقيقة ومحاسبة المسؤولين"
وبعد العظة، كان الزياح الذي حمل فيه عدد من أهالي الضحايا والجرحى الصليب.