لفت البطريرك الكاثوليكوس لكرسي كيليكيا للأرمن الكاثوليك رافائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان، خلال توجيه رسالة الفصح من الصرح البطريركي في الأشرفية، بعنوان: المسيح قام ... حقاً قام، إلى أنّه "هذا هو جوهر إيماننا المقدّس، فالموت لم يكن نهاية قصة الحب الإلهي، بل هو طريق عبور إلى حياة جديدة، بالقيامة نحن خُلِصّنا، بالقيامة أُعطيت لنا حياة جديدة، بالقيامة أصبح لدينا أمل ورجاء".
وأوضخ أنه "مثلما حمل يسوع صليبه ومشى حتى الجلجلة، نحن أيضًا مدعوون إخوتي الأحباء لنحمل صليبنا ونتبعه كما أوصانا قائلاً: "إحمل صليبك كل يوم واتبعني" (لوقا ٩: ٢٣)، لأننا بهذا الطريق نخلص".
وذكر أنّه "من السهل إنكار الواقع والحقيقة. لأن الإعتراف بالحقيقة يضع على عاتقنا مسؤولية كبيرة. هكذا نرى في الإنجيل كيف أن البعض نكروا قيامة يسوع وعبثوا بحقيقة ما رآه الحراس قائلين: "قد أتى تلاميذه في الليل وسرقوه بينما كنا ننام"، وهكذا أيضًا التلاميذ الذين عاشوا مع يسوع وشَهِدوا على كل شيء معه، هربوا واختبئوا بعد موته، بالرغم من أنه كان قد أخبرهم بأنه سيموت وسيقوم في اليوم الثالث".
وأشار إلى أنّه "لمن السهل أن نخدع أنفسنا لنهرب من الواقع، بعكس ما علينا فعله وهو امتلاك الشجاعة للتصالح مع الذات وقبول ومواجهة الحقيقة والشهادة لها، لأنها السبيل الوحيد للتعايش المشترك ولزرع السلام في أوطاننا"، مؤكدًا أنّ "إيماننا المسيحي ليس محط شك، بل هو حقيقة عاش معها الكثيرون، الذين آمنوا بها و ناضلوا من أجلها أيضاً".
وأوضح أنّ "اليوم كما نرى العالم واقع في بحرٍ من الحقد والظلم والفسق والحرب، يأتي إلينا يسوع مطمئناً إيانا بالقيامة، فكل الالآم والصعوبات التي نمر بها ليست النهاية، بل هنالك قيامة، هنالك نور بعد كل ظلمة، هنالك المسيح المخلص الذي انتصر على الموت ينتظرنا"، مصرّحا بأنه "بقولنا "حقًا قام" نشهد على قيامة يسوع كحقيقةً غير متغيرة، وعندما نؤمن بهذه الحقيقة، تصبح صعوبات هذه الدنيا والالآم التي نقاسيها تملك معنى خلاصي وطريق للرجوع إلى القيم السماوية، إلى الرجوع لضمائرنا والعمل في حقل الرب لننال ملكوته السماوي".
وتمنى أنّ "يكون هذا العيد المبارك طريق ودعوةً لنا، لنعيش قيامة ربنا يسوع المسيح في حياتنا اليومية، بالمصالحة والعمل سويةً في سبيل الإزدهار والتقدم وخلاصنا من المشقات واللامبالاة في حياتنا الشخصية والإجتماعية والوطنية"، مشيرًا إلى أنّه "فلنلجأ إلى العيش في الحقيقة دائماً وأبداً، لنكون أبناء النور السرمدي، أبناء الخلاص، أبناء الله المفتدين"، خاتمًا "المسيح قام حقًا قام!".