لفت رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، خلال إفطار نظّمه الحزب في معراب، إلى أنّ "هذا الإفطار هو لتذكير الجميع بأنّ لبنان متجذّرٌ في تمايزه، متمسّكٌ بأوثق علاقات الأخوّة والمودّة مع الأشقّاء العرب خصوصًا في الخليج العربي،وعلى رأسهم الأشقّاء في السعودية الّتي تتعرّض مع دولة الإمارات للاعتداءات ومحاولات التّرهيب، كما سبق وتعرّض دورُها للتّشكيك والتجنّي، بدلًا من الاعتراف بوقفاتها التّضامنيّة المشهودة مع لبنان وجميع أبنائه".
وأكّد أنّ "بالرّغم من كلّ ذلك، أنا على ثقة بأنّ الأشقّاء خصوصًا في الخليج ولا سيّما في السّعوديّة، لن يوفّروا جُهدًا لتسهيل الحياة على اللّبنانيين في هذه الأيّام الصّعبة"، معربًاعن أمله من القيادة في السّعوديّة "إعادة النّظر بقرار وقف الصادرات اللبنانية، بالأخصّ الزّراعيّة والصّناعيّة منها، نظرًا لصعوبة الوضع الاقتصادي والمالي في وطننا في الوقت الحاضر".
وركّز جعجع على أنّ "في الصّوم نتعلّم قهر الذّات ونوازع النّفس والجسد، لكنّ اللّبنانيّين مقهورون سلفًا ومسبقًا، قهرتهم سلطة فاسدة تحابي الدّويلة على حساب الدّولة والمواطن، ولا تهتمّ إلّا بتعويم نفسها، وبحماية فئة تقوّض السّيادة الوطنيّة وتستقوي بالسّلاح وتتسبّب بالكوارث والمآسي وترفض إحقاق الحق وكشف الحقيقة". وبيّن "أنّنا اليوم في صلب تحدّ بالغ الدقّة، ومواجهة قاسية تمسّ الكيان والهوية اللبنانية وجوهر الشّراكة الوطنيّة".
وأشار إلى "أنّنا أمام مفصل حاسم بين بقاء لبنان الميثاق والوطن والدّولة والرّسالة، كما أسماه البابا يوحنا بولس الثاني، وزوال هذا اللبنان لمصلحة استتباعه وإلحاقه بما يُلغي علّة وجوده وفرادته التّاريخيّة"، مشدّدًا على أنّ "الانتخابات المقبلة ليست مجرّد انتخابات مفصليّة أو استثنائيّة، بل إنّها مصيريّة، لأنّ ثمّة من يريدُ تتويج سياساته الإلغائيّة والأحاديّة والارتهانيّة بخطوة أخيرة، للقضاء على ما تبقّى من لبنان الممانع لمحور الممانعة،للقضاء على ما تبقّى من لبنان المقاوم للّتي تُسمّي نفسها مقاومة، والّتي لا تعنيها لا مصلحة لبنان ولا شعبه، بل تكرّس سلاحها لخدمة النّظامَين الإيراني والسّوري، وتستقوي به بالدّاخل لفرض أجندتها بمختلف الوسائل غير الشّرعيّة وغير المشروعة".
وأوضح أنّها تتلطّى بعدها "بحليف لا يعرف إلّا الطّمع بالمناصب والجشع بالمكاسب والفساد وسرقة أموال الدّولة والنّاس، ولو قاد هذا الحليف البلاد إلى جهنّم الّتي بشّرنا بها، ولكن بالفعل، أوصلنا إلى نارها، هذا هو الوعد الوحيد الّذي صدق به"، معلنًا أنّ "انطلاقًا من هنا، الفرصة مصيريّة لمنع رهان الاستيلاء الكامل على الدّولة والمؤسّسات، وتحويل لبنان منصّة لاستهداف الأشقّاء والأصدقاء وشرذمة السّاحة العربيّة".
كما ذكر جعجع أنّهم "يريدون إفقار البلد لإخضاعه وتجويع اللّبنانيّين وحرمانهم الحدّ الأدنى من الحياة الكريمة، لإذلالهم وتمنينهم بالفُتات الّذي يأتون به من إيران، وهذا ما لن يكون أبدًا"، مؤكّدًا أنّ"ساعة الحقيقة تقترب، ساعة الحساب تدنو، وأرواح ضحايا انفجار بيروت والتليل تستصرخ ضميرنا".