يحلو لنا، في كل مناسبة وفرصة، ان نلقي اللوم على الرسول توما لانه عبّر عن رأيه، وقال ما يخشى الكثيرون قوله في العلن ولكنهم يكررونه سراً. كان الرسل يخشون اليهود فاختبأوا، وكانوا يخشون قول رأيهم في قيامة الرب، فاختبأوا خلف انفسهم، الى ان انقذهم... توما. واللافت ان طبيعتنا البشرية غالباً ما تكون الغالبة في هذا المجال، لانه بات توما المتّهم الدائم بعدم القدرة على استيعاب فعل القيامة، فحمل الجميع الاحجار واستعدوا لرميه. مرة جديدة، ظهر المسيح وانقذ الوضع، وما ان تكلم مع توما حتى آمن الاخير من دون حاجته الى وضع اصبعه في الجرح ليصدّق، وكأن الرب كان يقول لكل من يشكك في قلبه: من منكم بلا تشكيك فليرمه بالحجر الاول.
جرأة توما تكمن في انه قال ما يخالجه ليزيد ايمانه، كي لا يبقى غير مؤمن ومشكك، فهل نسير نحن على الدرب نفسه ام اننا نشكك كي نبقى غير مؤمنين؟.