أشار بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس البطريرك يوحنا العاشر، خلال عظة في قداس اثنين الباعوث في الكاتدرائية المريمية بدمشق، إلى "أننا نصلي اليوم من أجل سوريا. نصلي من أجل وحدة ترابها واستقرارها. نصلي من أجل هذا البلد الذي تحمل وزر الحروب على أرضه دفاعا عن سيادة وكرامة هي أعز ما يملك. نصلي من أجل هذا الشعب الذي احتمل ويحتمل إلى الآن فاتورة الحرب خطفا وتشريدا وإرهابا ومتاجرة وهجرة وتهجيرا وحصارا وأزمة اقتصادية خانقة تطال أولا وأخيرا لقمة الفقير".
واعتبر أن "آثار الحرب في كثير من الأحيان ليست أقل وطأة من الحرب ذاتها، ومن هنا ندعو الجميع إلى رفع هذا الحصار الاقتصادي الآثم الذي يتلطى تحت العقوبات المفروضة، والذي يستهدف أولا وأخيرا إنسان هذه الديار في لقمة عيشه وفي أبسط مستلزمات حياته".
ولفت يوحنا العاشر، إلى أن "صلاتنا من أجل لبنان واستقراره ونموه. صلاتنا من أجل شعبنا في لبنان الذي يرزح تحت رحمة الظروف المعيشية الصعبة، من حق كل لبناني أن يسترد تعب عمره الذي أودعه المصارف. ومن حقه أيضا أن يرى العدالة قائمة في ملف انفجار مرفأ بيروت".
ودعا "الجميع على أبواب الاستحقاق النيابي، إلى مقاربة هذا الملف من منطلق المصلحة العامة والابتعاد عن الخطاب الفئوي الطائفي الذي يكتفي بشد العصب المناطقي والفئوي قبيل الانتخابات. ندعو الجميع إلى مقاربة هذا الملف من منطلق الوطنية لا الزبائنية والمحسوبية الآنية. ندعو الجميع إلى نبذ المناكفات والالتفات أولا وأخيرا، مهما اختلفوا إلى النظر إلى ما يحد من الانهيار الحاصل وما يرأف باللبنانيين الذين يدفعون من حياتهم ثمن ما يجري".
وأوضح "أننا نصلي من أجل فلسطين التي احتضنت الناصري وتقدست بدرب آلامه منذ الفي عام. نصلي من أجل القدس ومن أجل الأردن الذي اعتمد في مياهه. نصلي من أجل العراق الذي تحمل أوابده ثقل التاريخ ويحمل إنسانه وزر القلاقل. نصلي من أجل مصر التي عرفت آباء الكنيسة الكبار. نصلي من أجل هذا الشرق بكل بلدانه ومن أجل سلام العالم أجمع. صلاتنا من أجل المخطوفين ومنهم أخوانا مطرانا حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي المخطوفين منذ أكثر من تسعة أعوام. إن ملف أخوينا المطرانين يختزل شيئا يسيرا من استتفاه البعض للكرامة الإنسانية في سوق المصالح البشرية البائدة وندعو إلى الكشف عن حيثيات هذا الملف ونسأل المسيح الإله أن يؤهلنا أن نرى خاتمة سعيدة لملف أخوينا المطرانين".