اشارت صحيفة "ليزيكو" الفرنسية في مقال تحت عنوان: "قطر- السعودية: استئناف التعاون الاقتصادي يؤيد المصالحة"، الى إنه بعد ثلاثين شهرا من الحصار، تتودد المملكة العربية السعودية إلى قطر، إذ إن إنشاء مجلس أعمال قطري سعودي مشترك مؤخرا من المفترض أن يساهم في إحياء العلاقات الاقتصادية التي تضررت بشدة من أزمة 2017-2021.
وأضافت الصحيفة الفرنسية الاقتصادية، أن الدوحة والرياض تعملان من خلال إنشاء هذا المجلس على إحياء العلاقات التي تضررت بسبب القطيعة المذهلة بينهما في صيف عام 2017، حين فُرض على قطر حصار بري وجوي وبحري من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قبل أن يُسفر اتفاق العُلا بداية عام 2021 عن انتهاء الأعمال العدائية الاقتصادية. منذ ذلك الحين، استؤنفت العلاقات التجارية لكنها ظلت أقل بكثير مما كانت عليه قبل القطيعة بين الأشقاء، حيث بلغت في العام الماضي 2.7 مليار ريال (0.6 مليار يورو)، مقابل 8.3 مليار (2.4 مليار يورو) في 2016، بين الرياض والدوحة.
وتحت العنوان الفرعي: "طَي الصفحة"، مضت صحيفة "ليزيكو" إلى القول إنه قبل سبعة أشهر من انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر، والتي يأمل الجيران أيضا في الاستفادة منها، تبحث القوى الخليجية عن استقلال إقليمي، لا تتوقف عن الإعلان عنه، كانت اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل بمثابة بداية هذا الإصلاح الشامل للنماذج الاستراتيجية، مع اعتبار أن الشريك الأميركي بصدد الانسحاب من الشؤون العربية، يبدو أن المملكة العربية السعودية تطوي صفحة سنوات الصراع الوحشي التي جربها محمد بن سلمان عندما وصل إلى الساحة الدولية في عام 2017.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن الأطراف قررت تفضيل المصالح الصعبة والمتعثرة على الخصومات الأيديولوجية، بعد عامين من وباء كورونا والتقلبات في أسعار الطاقة، التي أبطأت الاقتصادات التي ما تزال تعتمد على ريع الهيدروكربونات.
وتحت العنوان الفرعي: "النووي الإيراني في الخلفية"، اعتبرت "ليزيكو" أن في ظل الحديث عن احتمال أن يتم التوصل إلى اتفاق بين طهران والقوى الكبرى حول البرنامج الإيراني النووي الإيراني وما يترتب عن ذلك من رفع العقوبات عن إيران، فإن أحد دوافع هذا التقارب بين الرياض والدوحة، من الجانب السعودي، هو الاستفادة من الزخم ليكون له تأثير على التجارة بين قطر وإيران، من خلال تقديم شراكة أكثر فائدة للقطريين.