ذكر مدير المعهد الفني الانطوني في الدكوانة، الأب شربل بو عبود خلال حفل تكريمه في الجامعة الأنطونية، بحضور وزير الثقافة محمد وسام المرتضى، "أنني لن أسطر كلمتي بالاعتزار والفخر لهذا التكريم الذي تشرف به الوزير القاضي محمد وسام مرتضى، ولن اشاطركم كلمات الامتنان والتقدير وقد اسهبتهم في الحديث عن ما تمكنت من تحقيقه طوال السنوات الماضية".
وأشار، متوجهًا بكلمته إلى وزير الثقافة، إلى أنّ "في هذا اللقاء لا يسعني إلا أن اشارككم ما دفعني وبالرغم من كل الظروف الصعبة إلى تحقيق هدفي من نشر ثقافة الفن والابداع في هذا الوطن، وكان الهدف وما يزال أسمى من أن يعبر عنه بكلمات فالانسان، وما سعيت اليه الا وهو جعل الفن بمتناول الجميع لتحقيق أهدافهم، وتنمية المواهب الشابة فيرتفي الفن ليحاكي الله بما تبدعه ايدي من طلب الدخول في هذا المجال".
وأوضح عبود، أنّ "الهدف ايضا إحياء الفنون على انواعها إيمانا منا بتعزير المواهب والقدرات الفنية والثقافية، لكل أفراد المجتمع الواحد
وقد عملنا بكل جهد وإصرار على إظهار صورة لبنان الحضارية والفنية والثقافية"، مشيرًا إلى أنه "لذلك لا يسعني الا ان أشكر كل من ساندني ولا يزال لتحقيق هذا الهدف السامي".
بدوره، اعتبر وزير الثقافة، أنّه "في العادة الكتاب يُقرَأُ من عنوانه. لكن بشرًا يشبهون الكتب غنًى وعمقًا، لا تكتفي منهم بالعنوان، بل تُقيمُ مع نتاجهم الإبداعيّ عهدًا من تواصلٍ، ورابطةً من تأملْ، فيسكنُونَك، من غُرَّةِ العنوانِ، حتّى الفِهْرِستِ الأخير.
وذكر أنه "لعلَّ هذه هي الحالُ مع الأب المكرّم شربل بو عبود، الذي التقيتُ به للمرّة الأولى في قصر الأونيسكو خلال معرض الألوان الّذي تم فيه عرضُ ثلاثماية لوحةٍ فنيّةٍ، وتكريمُ ثمانية من أهمّ الفنّانين الرّاحلين. ثم خبرت أنّ الأب المكرّم أُعطي نعمة الدّعوة إلى السماء عبر طريقين: الإيمانِ الأصيلِ والفنِّ الجميل؛ وكان لنا الفرح بأن دعانا إلى زيارة هذا المعهد، فتأكَّدَ لنا أن صفحات إبداعه أكثرُ اكتنازًا من أي عُنوان".
ولفت إلى أنه "ذو عناوين لا حصرَ لها من مكانٍ أو زمانٍ أو ألوانٍ أو بيانٍ أو مسألة إنسان، أو قضيّةِ أوطان، جَمٌّ في قليلٍ هو، لا يُملي الضّوءَ إلا على هَدْيِ القيم الإيمانية والإنسانية التي بشّر بها السيد المسيح، لتعزيز روح المحبة والرحمة والغفران.
ذكر مرتضى، متحدثًا عن الأب بو عبود، أنه "هو الرّاهبُ الأنطوني مؤسّسُ مؤتمر الأيقونة في الفنّ البيزنطي برعاية المطران جورج خضر ثم البطريرك غريغوريوس لحّام، حفِظَهما الله سليمَيْنِ معافَيَيْنٍ مُفَصِّلَيْنِ باستقامةٍ كلمةَ الحقّ. وهو راهبُ الحوارِ، جعلَه محطةً يتعزز فيها اللقاءُ الإسلامي المسيحي على قواعد التلاقي الأخوي لتأكيد وثيقة الأخوة بين الرسالتين حيث تتسامى الرحمة في آفاق الروح، وتسودُ المحبةُ القلوبَ والشفاه".
وصرح في ختام كلمته، انه "نعم أيها الأحبة سنبقى في هذا الشرق معًا على عهد المحبة والصمود والإيمان بالتراث الواحد والمصير الواحد، مهما تخاذل المتخاذلون وكره المتآمرون. ويبقى أن عنوانًا حياتيًّا إيمانياً ثقافيًّا كهذا الذي عاشَه وأنجزَ فيه الأب شربل بوعبود، يشكل للدولة اللبنانية، ولوزارة الثقافة بالتحديد، ولوزير الثقافة شخصيًّا، حافزًا على الإنحناء أمام عطاءات هذا الإنسان الطيب وعلى تقديم هذه الدرع تكريماً له".