ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن إيران تكثف صادراتها النفطية وتستفيد من ارتفاع أسعار النفط، مع تراجع مشتريات الصين للنفط الروسي بسبب الحرب مع أوكرانيا.
وارتفعت صادرات النفط الإيرانية، التي تذهب حصرياً تقريباً إلى الصين بجانب شحنات نادرة إلى سوريا وفنزويلا، إلى 870 ألف برميل يومياً في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، بزيادة قدرها 30% من متوسط 668 ألف برميل يومياً في عام 2021 بأكمله، بحسب ما نقلته الصحيفة عن شركة "كبلر" المعنية بتحليل بيانات السلع الأساسية.
وكانت الصين خفضت مشترياتها من النفط الروسي بنسبة 14% في آذار، وفقاً لبيانات من إدارة الجمارك الصينية.
وذكرت الصحيفة، أن الصادرات الإيرانية المتزايدة توضح كيف أدى غزو أوكرانيا إلى إعادة رسم طرق تجارة الطاقة في العالم، حيث يبحث مستهلكو الطاقة عن بدائل للنفط والغاز الروسي لتجنب العقوبات الغربية.
ومن المتوقع أن تتسارع التغييرات مع خروج المزيد من النفط الروسي من السوق، مع توقع وكالة الطاقة الدولية انخفاض الإنتاج الروسي بأكثر من الربع.
وذكرت الصحيفة أن صادرات إيران نمت بشكل أسرع من أي دولة أخرى في الشرق الأوسط في الربع الأول، وشكلت أعلى مستوى نفط صدرته إيران منذ أن أعاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب فرض العقوبات على طهران في 2018 بعد الانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015، وفقاً لـ"كبلر".
وأشارت الصحيفة، إلى أنه لروسيا وإيران مصالح مشتركة في مجموعة من القضايا، بما في ذلك دعم الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضة النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة. لكنهما تتنافسان في سوق النفط حيث أن بعض النفط الخام الإيراني له تركيبة مماثلة للدرجات الروسية مما يسهل على المصافي استبدالها ببعضها البعض.
وتبيع إيران الآن المزيد من النفط إلى الصين على الرغم من فرض أسعار أعلى من موسكو بعد أن ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها منذ عقد في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتبيع موسكو نفطها بخصم 30 دولاراً للبرميل مقارنة بالأسعار العالمية، بينما تقدم إيران خصومات أقل قدرها 20 دولاراً للبرميل، وفقاً لمسؤول إيراني.
وفي الأشهر الماضية، أطلقت إيران تدريبات تجريبية لإعادة تشغيل الآبار البرية التي كانت معطلة لسنوات بسبب العقوبات.