عندما خاض ابن طرابلس محمد الجسر الإنتخابات الرئاسية عام 1932، حاز على دعم اللبنانيين الذين عرفوه رئيساً كفوءاً لمجلس النواب من عام 1927 ولغاية عام 1932. وهي محطّات كانت فخر الطرابلسيين، الذين اختاروا ايضاً عبدالحميد كرامي الذي صار احد زعماء الاستقلال، ورسّخ دور الفيحاء في السياسة اللبنانية.
يستعيد الطرابلسيون ايضاً تاريخ فوزي القاوقجي ابن طرابلس، الذي كان قائد جيش الإنقاذ في حرب 1948. ويتحدث اهالي الفيحاء عن شخصيات المدينة التي رفعت اسمها داخلياً واقليمياً، ليقارنوا بين محطات المجد الطرابلسي ومشهد اليوم الذي حطّ في الإنتخابات النيابية.
يقولون: "صحيح ان المواطنين يحتاجون لدعم مادي لزوم متطلبات الحياة في الأزمة المعيشية القائمة، لكن لا يعني ذلك ان خياراتهم تبدّلت من مستوى محمد الجسر وعبدالحميد كرامي وفوزي القاوقجي الى عمر حرفوش".
هناك من يشعر بالألم في الفيحاء التي يتحول ناخبوها الى بلوكات مادية.
اذا كان الطرابلسيون يحتاجون، كما سائر اللبنانيين، للدعم والمؤازرة، واذا كانت القوى التقليدية ساهمت في افقارهم، لا يعني كل ذلك ان تتحول الخيارات من سوء إلى إنحدار.
وهل يُعقل أن يُصبح خيار طرابلس عند عمر حرفوش؟! سنفنّد بالتفاصيل لاحقاً، سيناريوهات خيارات دائرة الشمال الثانية.