دعا رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، "الأحزاب السياسية ولجان المقاومة وشباب الثورة إلى أن يتوحدوا ويتجاوزوا الخلافات، وذلك من أجل التوصل إلى صيغ وحلول عملية تراعي مصالح الدولة وشعبها أولاً وتضمد الجراح، وتداوي مكامن النزاعات والصراعات".
وأشار في كلمة وجهها للشعب السوداني بمناسبة عيد الفطر، إلى أنه "منذ تفجر ثورة ديسمبر (كانون الأول) ظللنا نعمل معاً من أجل تحقيق آمال وطموحات الثوار والثائرات في بناء سودان الحرية والسلام والعدالة، إلا أن خُطانا تعثرت وأحلامنا تبعثرت وصفوفنا تباعدت بفعل بعضنا".
واعتبر أن "المصالح الحزبية والجهوية والشخصية تغلبت على مصالح الوطن وأصبحنا في حالة من التجاذب والتنافر وعدم قبول الآخر"، ورأى أن ذلك انعكس "سلباً على مجمل الأوضاع في البلاد سياسياً واجتماعياً واقتصادياً مما عرض مستقبلها للمخاطر المختلفة وهذا يُوجب على الجميع ضرورة وحدة الصف الوطني لمجابهة هذه المخاطر واجتيازها بأمان".
وتطرق البرهان إلى تعدد المبادرات الوطنية والإقليمية بقصد جمع الصف الوطني، معتبراً أن تعددها "تعبير عن أهمية الوفاق والتلاحم الوطني طالما أن جميعها يصب في ذلك الاتجاه".
وأكد التزامه بـ"العمل مع أبناء بلادنا بكل مكوناتهم السياسية والاجتماعية مهما تباعدت الاتجاهات والمواقف"، مجدداً "الدعوة لكافة المكونات المجتمعية للعمل على تقديـم مصلحة السودان على مصالح الجميع".
ولفت إلى أن "ما تشهده البلاد من صراعات دامية ومؤسفة كانت آخر وقائعها في ولاية غرب دارفور راح ضحيتها نفر كريم من السودانيين، يحتم على الجميع ضرورة المراجعة والمحاسبة وإعمال القوانين، بل وسن التشريعات اللازمة التي توقف مثل هذه الأفعال وتضمن عدم الإفلات من المساءلة والعقاب".
وختم: "هذه الأحداث وغيرها لا تخرج من تداعيات الحالة العامة التي تعيشها بلادنا، وكلها أمور تدفعنا للمضي بالسرعة المطلوبة في طريق التوافق الوطني".
وأحيا آلاف السودانيين، السبت، ذكرى مجزرة فض اعتصام محيط قيادة الجيش، قبل 3 سنوات، بمواكب في العاصمة الخرطوم، وعدد آخر من مدن البلاد، وذلك لأول مرة عقب الانقلاب العسكري الذي نفذه البرهان، في 25 تشرين الأول الماضي.