أشار شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ سامي أبي المنى، إلى أننا "لا نتوقف عن دعوة المسؤولين في بلادنا للعودة إلى القيم السامية وتلك المنابع الروحية والإنسانية الصافية، لعلهم يتفكرون بمعنى الأمانة التي ألقيت على عواتقهم، وهي أمانة رعاية الشعب، عوضا عن المعاندة والمكابرة والمتاجرة بكرامات الناس وحقوقهم ومشاعرهم، وعن الإمعان في تيئيس الشباب وتهجيرهم، وعن التباكي على الأطلال والهروب من تحمل مسؤولية انهيار الدولة وتخريب البيوت والمؤسسات".
وأوضح خلال كلمة بمناسبة عيد الفطرر، "صوموا أيها المسؤولون تصحوا، صوموا عن الأنانية والطائفية والفئوية وافطروا على المواطنة الجامعة والحاضنة للتنوع، صوموا عن الأحقاد والمناكفات والخصومات وافطروا على المحبة والرحمة والأخوة، صوموا عن المنافسة السلبية والاستقواء بالخارج والمقامرة بالصيغة الوطنية وافطروا على الحوار والتفاهم والعيش معا، وإياكم ثم إياكم أن تجعلوا الاستحقاقات الدستورية فرصة للانقضاض على قيم التاريخ والتراث والتوازن الوطني تحت أية ذريعة وبقوة أي سلاح". وأردف: "فلا ذريعة إلا بنهضة الدولة وانتصار القانون والتغيير المحمود والإصلاح الحقيقي، ولا سلاح إلا سلاح الحق والشراكة والانتماء للوطن".
ولفت إلى أنه "من هذا الموقع ومن هذا المكان نطلق النداء والصرخة في وجه أصحاب القرار بألا يتقاعسوا في مهماتهم، وألا يستهتروا بهموم الناس ولا يتاجروا بمصلحة الوطن من أجل مصالحهم السياسية أو الانتخابية أو الخارجية، فجدران الوطن باتت تتداعى ومؤسساته تتهاوى واحدة تلو الأخرى، وقد بتنا على أبواب الانفجار الاجتماعي الشامل وعلى مقربة من ثورة بركان الجوع واستعادة الكرامة".
وأردف أبي المنى: "ومن هذا الموقع ومن هذا المكان ندعو اللبنانيين بكل فئاتهم ومذاهبهم لينهضوا بوطنهم لكي ينهض العالم معهم، وألا يقبلوا باستمرار حالة التشرذم والارتهان والهروب إلى عصبيات الطوائف واحتقار خيارات الشعب وتجاهل تداعيات الأزمات المتلاحقة والمتراكمة والمزمنة، وأن يثقوا بلبنانهم المنتصر على اليأس".
وختم شيخ العقل: "نوجه كلمة مفعمة بالمحبة والشكر إلى أشقائنا العرب لكي يثقوا بلبنان العائد معهم وبمساعدتهم إلى حقيقته ودوره، وألا يتخلوا عنه في مرضه ومعاناته، ولا يتركوه فريسة للطامعين ومخططاتهم، ولا يقفوا عند بعض الإساءات الآنية العابرة، فالعروبة في قلب لبنان، ولبنان في قلب العروبة، ومعا نواجه التحديات ونواصل الكفاح من أجل حرية أوطاننا وكرامة شعوبنا وقضايا أمتنا المحقة".